عزيزي رئيس التحرير
خضعت بلاد العرب للاستعمار الغربي البغيض ردحا من الزمن الى ان اشرق نور الاستقلال وانجلى ظلام الطغيان في نهايات الستينات الميلادية وابتهج الناس في بعض اقطارهم بعد جهاد مريرطويل ضد الاستعمار ذهب خلاله مليون شهيد في الجزائر وحدها، واعداد غفيرة من قوافل الشهداء في اقطار عربية اخرى من اجل دفع الظلم عن الاوطان والتحرر من ربقة الاستعباد والقهر والاضطهاد، ولكن عجزنا عن تحرير ارض الاسراء والمعراج فلسطين من عصابات من سموا انفسهم (اليهود) الذين تدفق سيلهم من بلاد الغرب والاتحاد السوفيتي على فلسطين منذ مطلع القرن الميلادي المنصرم بتسهيل ودعم ومؤازرة من دول محور الشر في الغرب وامبراطورية الشر والبغي والعدوان بريطانيا على وجه الخصوص حينذاك، لم يتح لمشاعر الفرح والبهجة ان تكتمل، واخذ سرطان الغزو والاستيطان ينمو وتتسع دائرته حتى تم له ابتلاع فلسطين بالكامل واغتصاب اجزاء من البلدان المجاورة. واليوم نجد انفسنا في خضم فتن مدلهمة كقطع الليل تستهدف مناهجنا التعليمية وقيمنا ومثلنا وثوابتنا العقدية واخطار تهدد اقطارنا من كل حدب وصوب لايتسع المجال لسردها نسج خيوط مؤامرتها ومخططات شرورها اصدقاء الامس اعداء اليوم الذين يمكنون اليهود من احكام قبضتهم على مجريات الامور فيها وتوجيه علاقاتها مع العالم الخارجي. على ضوء ما جاء في بروتوكول بني صهيون الذي لم يستوعب الامريكيون خطره وشروره ومفاسده حتى الان. وقد برع اليهود في تزوير الاحداث وافتعال المؤامرات وايهام الشعب الامريكي بان الاسلام هو الخطر الحقيقي الذي يهدد امن واستقرار امريكا وعالم الغرب مما افقده ملكة التوازن الفكري والتمييز بين الحق والباطل، فاندفع عن جهل وبغير وعي يطبل ويزمر وينعق لعدوانية اليهود وصلفهم وشرورهم وخبثهم وسوء طويتهم دون التفات للهاوية السحيقة التي يساق نحوها، ومن المهازل ان الامريكي يدفع قوت يومه تحت مسمى ضريبة، او تبرع عونا لليهود على عدوانهم وفتكهم بالشعب العربي الفلسطيني تحت مظلة مصطلح مكافحة الارهاب الذي ابتكر اليهود فكرته وطبق الامريكان واليهود معا ممارسته على ارض الواقع باسم الدولة ضد الشعوب العربية والاسلامية التي تدين بمبادئ العدل والمساواة والامن والسلام، واحترام العهود والمواثيق بضمير حي وخال من خصال المخادعة والمكر والتضليل والنفاق التي يتحلى بها اليهود.
ونفاجأ في هذه الفترة الحرجة من الزمن بطائفة الهندوس التي تقود الهند وتحكمها تتحرش بالامة الاسلامية التي فتحت ابواب بلدانها واسواقها للمنتج الهندي وبسطت ذراعيها لاستقبال العمالة الهندية للتكسب والبحث عن لقمة العيش التي يعز توافرها في الهند بسبب توجيه جزء من ميزانيات الدولة كل عام للانفاق العسكري والتسليح.
ولقد وقع العرب والمسلمون في خطأ جسيم وفخ خطير باغفالهم حق امتلاك سلاح الردع ومجاراة الاعداء في توجهاتهم التسليحية التي يراد بها دون ريب اوشك ابادة المسلمين عربا وعجما واغتصاب اوطانهم واستعبادهم وامتهانهم كسخرة وعمال نظافة باستثناء دولة باكستان التي سعت من اجل التوازن في امتلاك سلاح الردع، ونتيجة لتقاعسنا القاصم للظهر بترك ابناء الافاعي يتفردون بامتلك سلاح الدمار الشامل بين ظهرانينا فماذا عسى ان يفعل العرب؟!
بعد ان خيب الغرب مشاعر الأمل وتنكرر لعلاقات المصالح والمنافع والصداقة التي تربطنا به، والله المستعان.
علي بن محمد بن ظافر الشهري/ الرياض