تعيش بيوتنا هذه الأيام حالة من الاستنفار العام بسبب قرب موعد اختبارات آخر العام الدراسي والتي تبدأ يوم السبت بمشيئته تعالى.. اسأل الله للجميع التوفيق والسداد في ما يقدمونه من امتحانات.. فالكل في حالة من القلق والتوتر والترقب لانقضاء هذه الفترة ومرور أيامها على خير فهي أشبه بالولادة المتعسرة التي نسأل الله أن ييسرها على جميع الممتحنين والممتحنات.. إلا اننا لا نستطيع أن نعمم هذه الحالة وشعورها على جميع المنازل حيث يعيشها بعضا من الناس بأريحية وتجاوزات شتى فالأم والأب في واد والأبناء في واد آخر؟؟ فلا مناخ الامتحانات بهدوئه الساكن وانضباطه الصارم يطبق.. ولا الكتب والدفاتر بين الأيادي تدرس.. ولا العيون ساهرة تحدق.. وإنما مقررات قنوات ميلودي ومزيكا ونغم وأخواتهم هي الحاكم السائد حيث ترتفع نسب ومعدلات التقدير لديها إلى درجة الامتياز في حفظ الأغاني وتقليد القصات وكيف لا وأبناؤنا عاكفون على دراستها منذ استقبالهم لها وحتى ساعات الصباح الأولى في أوقات المدارس يغنون ويطبلون على نغماتها الصادرة من المدعو "دجيتل"؟! والأهل لاهون في عالمهم الخاص بدجيتل ولكن من نوع آخر وخاص؟!! وكل ما عليهم هو توجيه نصائح جداً مقتضبة من وراء النفس والخاطر "روتين أبوي" لجيل صاعد في سن حساس وفترة حرجة تحدد مستقبل أغلبهم.. وغالباً هم لا يكترثون بالنصائح التي توجه إليهم هذا ان كان لديهم وقت لسماعهم والسبب غياب القدوة في زمن فرضت قنواتنا العربية القدوة والمثل العليا في مطربين أجانب تراهم يقفزون مجتمعين كالقرود بقصاتهم المزعجة وألبستهم العارية وقلائدهم التي تطوق رقابهم كالكلاب حينما نراهم ينبحون مدعين الغناء الصادر منهم بأصوات " أنكر من صوت الحمير" ولله الحمد. ان المرحلة القادمة مرحلة صعبة يجب فيها أخذ الحيطة وبذل الجهد وترك الاستهتار وممارسة الدور الأبوي في التوجيه وإعطاء فلذات أكبادنا أهمية خاصة نشعرهم فيها بقدسية أجواء الامتحان وبقيمته المستقبلية البالغة.. فنحن بحاجة لهم بقدر ما هم بحاجة لنا وأخيراً خالص دعواتي وابتهالاتي للجميع بالتوفيق والنجاح والله معكم..