الوقفة الصادقة للمواطن السعودي، والالتفاف القوي حول قيادته، أبرز وجها مميزا من وجوه العلاقة بين هذا المجتمع بكافة شرائحه وفئاته وبين القيادة التي تسهر دوما على حفظه وحفظ أمنه واستقراره وسلامته.
ولعل المشاعر التي تأججت كانت فرصة مثيرة لنا كمواطنين للتعبير الصحيح عن معنى المواطنة ومقوماتها الحقيقية ليتجلى التلاحم وهذا المزيج الفريد في العلاقة التي تأسست منذ نهضة هذا الكيان على يد المؤسس الملك عبد العزيز ـ طيب الله ثراه ـ وترسخت في عمق وأصالة قل أن نجد لها مثيلا في عالم اليوم بين مختلف أنظمة الحكم وشعوبها.
لم تكن أحداث الرياض الإرهابية سوى مناسبة لتأكيد هذه العلاقة، ولم تـكن برقيات الوفاء إلا تــــظاهرة وطنية سعودية تؤكد أسس الولاء الذي لا تفرضه قوة ، ولا تستعرضه سلطة، إنما هو الاعتراف بحتمية الانصهار في بوتقة لا تفرق بين حاكم ومحكوم ولا بين أمير ومواطن ولا بين مسئول في وزارة وابن لهذا الوطن في أي بقعة، مدينة كانت أو قرية أو هجرة.
لم تكن كلمات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمير عبد الله بن عبد العزيز، إلا ترجمة صادقة لكل مواطن أظهر المعدن الأصيل للشخصية السعودية المعاصرة التي تضرب جذورها في تاريخ عميق ومتواصل.
لم تكن كلماتهما ـ حفظهما الله ـ تنبع من سلطة أو قانون، لكنها كانت كلمات المواطنة في أروع صورها، وكانت الدليل على أن المواطن السعودي أول من يلتزم بدينه الحنيف، ويسير على هداه، ويلتف حول قيادته.. نابذا العنف، داعيا للسلم ومؤمنا بأن الإرهاب ليس من الإسلام في شيء، وكانت برقيات المواطنين أقل تعبير عن المعنى الجميل لكل هذه المفاهيم الرائعة.
أبناء هذه البلاد، وبناتها، شبابها وشيوخها، أطفالها وأجيالها القادمة، نموذج يحق لنا أن نفخر به، ويحق لنا أن نرى الأمل يبزغ على أرضنا، يزهو بما هو أهل له، ويعمل على أن يكون هذا الوطن نموذجا حقيقيا للوفاء ويعلم الآتين كيف نحافظ على إنجازاتنا التي تحققت على أرضه، بفكر وعرق وجهد مخلص سيستمر رغم ما يحاك في الظلام، ورغم ما تحاول بعض الخفافيش أن تصدره عن جهل وقلة إدراك.
ستستمر المسيرة وتتجذر أكثر..
ويكفينا أن نسمع ما قاله قائدنا وسمو ولي عهده، وإيمانهما الشديد بأن أبناء هذه البلاد هم دعاة استقرارها، وحماة أمنها وبناة مستقبلها بإذن الله.
اليوم