الزميل/ صالح الفهيد من جريدة (عكاظ) عاد بنا الى ذلك الزمن الجميل في لقائه مع المطرب الشعبي سالم الحويل. هذا الانسان الذي عاش للفن واعطاه عمره وصحته ودمه والجيل الذي عاش بدايات سالم الحويل يتذكر كيف كان هذا المطرب يأخذهم بصوته الى دنيا الشجن وجعل مساحات الجفاف في حياتهم تقل وتتضاءل؟ وعندما غنى الفية محمد بن عمار الشهيرة اصبح للورد لون جديد في عيوننا لايراه سوانا.
مثل غيري قرأت هذه المقابلة مع فنان ابتعد عن الاضواء وتوقف عن الغناء لانه في زمن الناس يتحدثون بجيوبهم وليس بقلوبهم وحتى زملاءه الفنانين الذين ساروا معه على درب الاغنية الشعبية تناسوا هذا الانسان الذي يستحق الوفاء بدلا من الجحود وليتهم يدركون ان وردة واحدة للانسان وهو على قيد الحياة احسن من باقة كاملة على قبره.
سالم الحويل (أبو ميثاء) اسعد الكثيرين بصوته واغنياته وابكاهم بهذا اللقاء وهو يتكلم عن حالته الصحية شفاه الله وعن ظروفه المادية التي تحتاج الى قلب انساني يعيد الابتسامة لفنان اصبحت الاغنية الشعبية من بعده في غرفة الانعاش وينتظر من جمعية الثقافة والفنون ان ترفع فوق رأسه مظلة الاهتمام لتحميه من غدر الايام.
شكرا للشمالي الرائع صالح الفهيد لانه بهذه المقابلة جعل سالم الحويل يعزف على الورق بعد ان عزف طويلا على العود ولعل هذا اللقاء نسترجع معه ذكريات هذا الفنان الذي حول الفن الشعبي الى نافورة تغسل آذاننا من اغنيات الكلام الفارغ واغنيات (الميكروباص).
سالم الحويل في غنائه علامة فارقة في زمن بلا علامات؟