في بلد كأمريكا محكوم بالنظام والقانون على الكبير والصغير لا يعدم النصابون والمحتالون وسيلة لانتهاك الانظمة واختراق القوانين للحصول ليس على حقوقهم وانما حقوق غيرهم من المواطنين.. ويبرر باحث مثل ديك شولتز المهتم بالنظم الاجتماعية وتطورها، بان المجتمع الامريكي هو الذي يقف في وجه الحالمين بحياة كريمة من المهاجرين الشرعيين وغير الشرعيين.
فالسلم الاجتماعي في امريكا اليوم توجد فيه طبقة الاثرياء والطبقة الشعبية البسيطة في الدخول وفي الاحتياجات والتي تمثل الغالب الأعم من المجتمع مع مزيد من الانحسار لما يسمى بالطبقة المتوسطة او بالاصح صمام الامان في اي مجتمع.
ويفسر خروقات الناس للقوانين وتجاهلهم للانظمة بانه السبيل الوحيد اليوم امام الباحثين عن حياة كريمة في مجتمع تتحكم فيه قلة رأسمالية لا تشعر بأي مسؤولية نحو المجتمع في مقابل شرائح عريضة لا تملك الفرص ولا القدرة على ابسط شروط ومتطلبات الحياة في مجتمع غني يقود اقتصاد العالم اليوم. بل واصبحت وسائل الاعلام الامريكية تستثمر في هذه الاوضاع الصعبة باظهار اصحابها على شاشات التلفزيون وصحافة التابلويد الاسبوعية بوصفهم ضحايا لاوضاع حياتية لم يكن امامهم الا ان يكونوا انفسهم الحقيقية.
الذي لا تتصوره ـ عزيزي القارىء ـ هو الطرح والصور التي تظهر بها وسائل الاعلام هؤلاء كضحايا يجب ا لتعاطف معهم وتفهم وضعهم والغفران والصفح عن خروقاتهم لاخلاقيات وقوانين الحياة. ودخلت الصحافة والتلفزيون في عالم من التجارة والاثارة تتكسب من حالات شرائح بشرية تحت مظلة اعتراف والجميع سيتعاطف معك..
هنا يتحول الزناة والقتلة ومدمنو المخدرات الى نماذج بشرية مغلوبة على امرها والمجتمع كله اسهم في تجريدها من اخلاقياتها وانسانيتها وليس امام الجميع الا التعاطف معها وربما التعاطف معهم كنجوم صنعوا المستحيل في حياتهم.
المخيف بطبيعة الحال ان خطورة الطرح والصور الاعلامية هنا انها تنسف متاريس النظام الاخلاقي للمجتمع بل وتحل محله قيما جديدة للتعاطي مع حياة اليوم.. قد لا يكون هنا الاعلام مسؤولا اجتماعيا قدر ما يسوق ويستثمر من الظرف الاخلاقي. وغدا اكمل.