DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

أن تغدو مواطنا صالحا

أن تغدو مواطنا صالحا

أن تغدو مواطنا صالحا
أن تغدو مواطنا صالحا
أخبار متعلقة
 
المواطنة في تعريفها الاصطلاحي تعني الولاء للقادة والانتماء للوطن وأهله. وهي على أية حال ليست مجرد لفظين يؤخذ بهما في مناسبات الخطابة وغيرها بل لهما معان عميقة تجسدها الممارسات والسلوكيات التي يقوم بها الفرد. ولم أقع على أدبيات خلافية حول تحديد هذين المفهومين ولكن ما نجد اختلافا كثيرا في طريقة الفهم لهذين المصطلحين وتفسيرهما والذي يقع أحيانا في إطار المصالح الشخصية. وفي مقالتي هذه لن استعرض المواطنة الصالحة وممارساتها كون مثل هذه الموضوعات كانت حديثا لساحات متعددة سواء كانت صحفية او إذاعية او تلفزيونية بل إنها أصبحت جلية لكثير من شرائح المجتمع. ولكني ومن خلال هذه المقالة سأتجاوز التقليدية في عرض مسألتي الولاء والانتماء الى ما هو أبعد من هذين المصطلحين وتداعياتهما حيث إن أغلب مايكتب ويذاع ويتلفز عبارة عن مناقشة للمفهومين بإطارهما التقليدي.. ولعل من أقوى المبررات للذهاب الى ما وراء التقليدية في الطرح هي تك اللوثة الفكرية التي ابتلى بها العالم سواء النامي او المتقدم من أهم أسبابها العولمة والتقارب الفكري المفاجىء بين الأمم وأيضا شخصنة الأمور من نفر من المنشقين عن الإطار المجتمعي سواء من مجتمعاتهم او حتى من خارجها. هذا النفر الذي يقلب في المعاني السامية لمفهومي الولاء والانتماء من خلال رؤيتهم الشخصية والتي تقوم على مبدأ تحقيق مصالح شخصية حتى على حساب خلط المفاهيم وهذا ما يحدث من حولنا في عصر متعولم نعيش فيه استغلت تقنية الاتصالات بأسوأ صورها وأنماطها ولعل ذلك من إفرازات الجانب السلبي لهذه الثورة التقنية التي تمثلت في مثل هؤلاء. وليت الأمر توقف عند ذلك بل تجاوزه الى نشر اللوثة الفكرية من أصحاب التفسيرات الشخصية الى شباب يبحث عن الحقائق في ظل فراغ فكري ينبغي ان يملأ بأبجديات الوطن وقادته حتى لا يستغل مثل هذا الفراغ بالحشو بالمعتقدات الوطنية الخاطئة التي يروج لها ذوو الفقه المتطرف من المنادين بالمفاهيم المغلوطة لمفهومي الولاء والانتماء لكي يحقق من خلالها أغراضا شخصية تصور على أنها أسرع من ان يسير على الصراط المستقيم كون السير بهذا الطريق شاقا ومكلفا في حين ان الوصول بالطرق والأساليب المحرمة دينيا وعالميا هي الأسهل كالسبيل للغنى من خلال طرق كل ما هو محرم. الجانب الفلسفي الآخر لمفهومي الولاء والانتماء هو سهولة التظاهر بهما حتى وان كنا قد ذكرنا أن الممارسات هي التي تكشف عن ذلك.. ولكن كيف لنا ان نقف على حقيقة أهداف هذه الممارسات ان كانت صادقة او غير ذلك. وهذا الجانب له من الخطورة أشد من سابقته كون الأول كشف لنا عن مقاصده لانه اختار أقصر الطرق وأكثرها قماءة في حين ان ما نتحدث عنه في هذه الفقرة هو بين ظهرانينا وقد يكون محسوبا على انه من ذوي الولاء والانتماء ولكنه يشخص الأمور كالحالة الأولى بصوة غير علنية. والجانب الخفي حول هذه المسألة هو ان الممارسات قد يبدو في ظاهرها انها نافعة للجميع في حين ان باطنها يقع في نطاق المصلحة الشخصية والتي قد لا تبدو ظاهرة ليأخذ المجتمع انطباعا إيجابيا عن نفر من الناس بمجرد ممارساته الظاهرة والتي في بعض الأحيان قد لا تجد لها إلا ايجابيات وقتية تكون بمثابة ذر الرماد في العيون. ولقد أصبح البعض مما يؤسف له حقا يقيس مدى معرفته بالناس وتقييمهم من خلال نتائج الممارسات الظاهرة دون تحليل أساليبها وأهدافها وقد يكون ذلك من منطلق توسم الخير وحسن الظن وان كان ذلك مطلوبا ولكن ينبغي ان يقترن هذا الظن بالحذر المرتقب خاصة ونحن أمام حالات أثبتت لنا ان حسن الظن دون حذر قد يوقعنا في مشاكل المجتمع في غنى عنها.. إذا علينا ان لا نقيس معرفتنا بالناس من خلال ممارساتهم فقط ولكن بتحليل شخصياتهم وأساليبهم في الوصول الى هذه الممارسات وان كنت أرى صعوبة ذلك إلا اننا ينبغي ان نتعلم من الدروس والمواقف السابقة. نهاية المطاف اعتقد بأن القارىء الكريم يتوقع في ان أختم هذه المقالة بماذا ينبغي عمله للقضاء على مثل هذه الظواهر فأنا أتفق معه ولكن قد يكون ذلك موضوع مقالة أخرى.