يوجد انواع مختلفة من الالتهاب الكبدي والتي صنفها العلماء حسب الفيروس المسبب للالتهاب وقد تعرف الاطباء على الفيروسات التي تسبب ثلاثة انواع رئيسية من هذا المرض والتي تدعى الالتهاب الكبدي ايه (A) والالتهاب الكبدي بي (B) والالتهاب الكبدي سي (C) كما يوجد نوعان آخران اقل انتشارا هما الالتهاب الكبدي إي (E) واللا ايه، لابي (Non A, Non B) وكلها معدية وينتقل الالتهاب الكبدي A من شخص لاخر بسهولة وذلك عن طريق اللمس والطعام والملابس وعندما يصاب الطفل يكتسب مناعة للفيروس A بعد الاصابة به اما الالتهاب الكبدي B فيسمى ايضا الالتهاب الكبدي للمصل حيث ينتقل عن طريق مخالطة دم المصاب ويعتبر التهاب الكبدي B مشكلة عالمية وتتفاوت نسبة وقوع هذا المرض على نحو واسع بين بلد واخر وينتقل المرض من الام حاملة المرض الى الطفل، ومهما يكن فان المشكلة تكمن في تطور المرض على المدى الطويل لالتهاب الكبد المزمن والتليف وكذلك في التطور نحو السرطان ـ وفي السابق كان الاجراء الوحيد المتوافر هو استعمال (الجاما جلوبلين) لدى الاشخاص المعرضين لخطر الاصابة بالمرض مثل اطفال الامهات الحاملات للمرض والجراحين الذين يعانون وخز الابر وكذا كثير من الهيئات الطبية ورغم ان مثل تلك الطرق فعالة في التمنيع فانها قصيرة الامد الا انها لاتزال تحتفظ بمكانها كاجراء وقائي لدى المرضى الذين تتطلب حالتهم تغطية مستعجلة بالاضداد وقد كانت الحاجة واضحة الى اللقاحات وبكميات كبيرة لمكافحة التهاب الكبد بي واستئصاله نهائيا كمشكلة عالمية وقد تم تنسيق البرامج وتوجيهها من الجهات الحكومية خاصة نحو المجموعات المعرضة لخطورة كبيرة مثل مرضى الثلاسيميا ومرض فقر الدم المنجلي من الاطفال والذين هم بحاجة الى اعطاء الدم بصورة متكررة نظرا لحاجتهم لذلك وذلك من اجل تأمين الوقاية بأكثر الطرق سرعة واقلها تكلفة وقد ادخل اللقاح المضاد لالتهاب الكبدي B في برنامج كثير من البلدان وخاصة الاماكن التي يتواجد فيها هذا المرض بدرجة عالية كي يتم وقاية السكان جميعا، وقد قامت وزارة الصحة لدينا بادخال لقاح المضاد لالتهاب الكبدي B في برنامج تطعيمات الاطفال حيث يعطى الاطفال هذا اللقاح اجباريا للجميع وعلى ثلاث جرعات متتالية خلال الاشهر الستة الاولى من العمر اضافة الى التطعيمات الاجبارية الاخرى والتي تعطى لاطفالنا الرضع خلال السنة الاولى من العمر وقد اصبح هذا البرنامج يحتذى به في كثير من الدول النامية.
استاذ طب الاطفال واستشاري امراض الدم والسرطان