كتبت عن بيتر العام قبل الفائت لما هاتفت زوجته لويزا.. وكان آخر اتصالي ببيتر وعالمه فقد فاجأته ضربة قلبية ومات على جزر تحت نيوزلندة.. واقنعت نفسي رغم حزني بأنه احتضن البحر وان البحر احتضنه.. عناق أبدي مع صديق أزلي.
علمني اساتذتي ممن جاوروني بمقعدي على الطائرات أينما اتجهت الى محطات الأرض أنك تعيد صياغة اعتبارك للعلاقة الإنسانية برمتها وانت معلق في الفضاء وتتخذ العلاقة تقاربا فضائيا قد يندثر ويتبخر كسحابة منقشعة على الأرض او انها تنحفر على الأرض عميقا مثل نيزك هبط من السماء.. وكنت قد تعرفت على رجل أمريكي كتبت عنه ايضا وتعرفت عليه وهو لتوه قد أفلس تماما بعد اعمال واسعة ورأيت منه أكثر أرواح الأرض اعتاقا وسعادة ومرحا.. من ضمن ما قال لي انه سيغادر الى كمبوديا حيث سيقابل فتاة تعدت العشرين ولم يرها مطلقا وقال لي ببسمته التي تملأ وجهه الناقع الحمرة: انها أحب روح له بكل العالم.. وتعجبت قائلا: (كيف ياجورج وأنت لم ترها قط)؟ ثم هذا الفارق العمري الواسع؟ وبطريقته التي لا أنساها, انعكف على أذني وهمس: (ياصديقي هي ابنتي التي لم أرها منذ ان تزوجت بكمبوديا منذ اثنين وعشرين عاما. وكنت قد غادرت لأعود ولكن دارت معي عجلة الأعمال.. الآن أفلست ماديا وانا في رحلة غنى الروح) ما زال جورج صديقا يتصل بي ونتبادل حديثا مع أسرته التي بالكاد تتكلم الانجليزية.. وما زال جورج يضحكني أكثر من أي مخلوق.. ويعلمني الكثير.
اما في المقالة القادمة كيف تعلمت من حديثي مع شاب تايواني . كيف تتعلم من المرأة.. فقد اتخذت شخصية الحكيم, ونفعت.. تصوروا.. الى اللقاء إذا.
