افتتح عبدالرحمن غانم المطيوعي مدير عام غرفة تجارة وصناعة دبي الاسبوع الماضي أعمال منتدى الشرق الأوسط للمضخات الصناعية في دبي على مدى يومين متتاليين بحضور عدد كبير من أبرز الشركات والمؤسسات العامة في مجال النفط والغاز وبقية المجالات المتصلة به من داخل وخارج دولة الامارات.
كما شهد المنتدى نخبة من الخبراء العالميين المتخصصين في القطاع الحيوي، ومندوبين من شركات بترول تعمل في كل من شركة أدكو في الامارات، وبي دي أو في سلطنة عمان، ومؤسسة كي أو سي في الكويت، وشل في ايران، وأرامكو السعودية ونكسيس في اليمن بالاضافة الى مشاركة متحدثين اكاديميين من الولايات المتحدة الأميركية، والسودان والهند.
وقال عبدالرحمن المطيوعي: جاء هذا الحدث المهم في مدينة المال والاعمال التي تعمل بدورها على تنظيم وانجاح كافة الفعاليات الاقتصادية والتجارية ذات القيمة المضافة، ومن بينها منتدى الشرق الأوسط للمضخات الصناعية، لكي يتناول بفعالياته ومحاوره قطاع النفط والغاز الذي يحتل أهمية خاصة بالنسبة لاقتصادنا الوطني بصورة خاصة، الى جانب اقتصاديات بقية دول المنطقة بصورة عامة، بحيث يناقش سلسلة من القضايا المرتبطة بالقطاع وأبرز تطوراته على المستويين الاقليمي والعالمي، كما يستعرض دور التكنولوجيا الحديثة في تطويره والارتقاء به وسط مناخ مثالي يضم المتخصصين سواء من كبار مديري شركات النفط والغاز بالاضافة الى المهندسين المتمرسين والفنيين والاكاديميين، مما يتيح آفاقاً رحبة بالنسبة لتبادل الخبراء والتجارب فيما بين المجتمعين، وعقد لقاءات ومحادثات بشأن التعاون المشترك، وذلك من خلال ورش العمل المقامة على هامش المنتدى.
وسلط المتحدثون خلال اليوم الأول الضوء على سبل تطوير اداء شركات البترول في الألفية الجديدة، مدعمة بالدراسات الاحصائية الحديثة، وانظمة زيادة مستوى الضخ بنسبة 67% التي تطبقها شركة نكسيس الكندية في اليمن. وقال مسئول كبير بشركة أبوظبي للعمليات البترولية البرية "ادكو" ان الشركة تخطط لرفع طاقتها الانتاجية العام المقبل الى نحو 1.4 مليون برميل يوميا من نحو 1.2 مليون برميل باستخدام تقنية الرفع بالغاز في حقولها المنتجة.
وأشار ناصر عبد الهادي سالم كبير مهندسي الكهرباء وصيانة المضخات الغاطسة في الشركة الى ان التقنية الجديدة التي ستستخدمها الشركة التي تدير خمسة حقول هي "ابو حصا" و"عصب" و"ساحل" و"شاه" و"باب" تقوم على اساس استخدام الغاز الموجود في الحقل نفسه لرفع النفط الى الاعلى عند انخفاض الضغط الذاتي للحقل.
وقال على هامش ملتقى الرفع الاصطناعي للنفط في الشرق الاوسط الذي تشارك ادكو في رعايته والذي افتتح في دبي الاسبوع الماضي ان تجربة ادكو في استخدام المضخات تعود الى بداية السبعينيات وان الشركة تشغل حاليا نحو 150 مضخة تتراوح قيمة الواحدة منها ما بين 300 الف دولار اميركي الى 500 الف.
وشرح ان الشركة بدأت باستخدام المضخات الغاطسة الكهربائية في حقولها من اجل المحافظة على ضغط المكمن ثم تحولت في بداية التسعينيات الى استخدام هذه المضخات للرفع الاصطناعي عندما بدأ معدل ضغط الحقول ينخفض نسبيا حيث تزداد نسبة استخدام هذه المضخات كل عام مع زيادة معدلات الخطط الانتاجية.
وأضاف: بدأنا بوضع الخطط الاستراتيجية من اجل استخدام المضخات الغاطسة لرفع النفط بهدف زيادة الطاقة الانتاجية للحقول الى 1.4 مليون برميل يوميا وسيتم تحديد عدد المضخات الإضافية التي سنحتاج اليها بعد استكمال الدراسات الخاصة بالمشروع.
وأكد ان الفنيين في شركة ادكو يقومون بكافة عمليات تشغيل وادارة تقنية الرفع الاصطناعي لآبار النفط الخاصة بالشركة حيث أصبحت لديهم خبرة طويلة تمتد لاكثر من ثلاثين عاما في هذا المجال. وقال ان الملتقى الذي يشارك فيه ما يزيد على 200 شخص من الامارات العربية المتحدة ودول الخليج النفطية الاخرى وكبار الفنيين من العالم يهدف الى زيادة التعريف بتقنية الرفع الاصطناعي نظرا للتزايد المتسارع في استخدامها في منطقة الشرق الاوسط والمناطق المحيطة بها. وأشار الى ان الهدف من المنتدى هو نشر الحوار والنقاشات بين مستخدمي تقنيات الرفع الاصطناعي الجدد منهم والسابقون من خلال تبادل افضل الممارسات والخبرات وتتبع السيرة التاريخية لهذه التقنية التي تستخدم في دول العالم الاخرى منذ عقود من الزمن.
وأوضح فريد عبد الله مدير قسم البترول في ادكو الذي ان نحو 90% من حقول النفط في العالم وعددها نحو 830 الفا تستخدم تقنية الرفع الاصطناعي بينما تنتج الابار الاخرى التي تشكل 10% النفط بشكل طبيعي ناتج عن الضغط المتوفر في الحقول.
وقال ان الولايات المتحدة الاميركية تتصدر الدول التي تستخدم الرفع الاصطناعي حيث يصل عدد المضخات التي تستخدمها الى نحو نصف مليون مضخة تليها روسيا الاتحادية نحو 115 الف مضخة والصين نحو 77 الف مضخة وكندا 48 لفا.
وأفاد بأن اكثر مستخدمي المضخات في العالم العربي هي سلطنة عمان التي تستخدم نحو 2300 مضخة تليها مصر 1100 مضخة. وتستخدم فنزويلا 14200 مضخة والارجنتين 13500 واندونيسيا 9500 والبرازيل 6300 والهند 3000 واستراليا 1100 والمانيا 1000 وبحر الشمال 600 مضخة. وتحدث على هامش المؤتمر ايضا اليستر بيلي رئيس شركة انجنيرنج انسايتس الاسكتلندية المتخصصة في الاستشارات النفطية الهندسية فأشار الى ان نسبة استخدام الرفع الاصطناعي في العالم العربي كانت منخفضة خلال العقود السابقة نظرا لان اكبر دولة منتجة للنفط وهي المملكة العربية السعودية لم تحتج الى هذه التقنية حيث ان حقولها تتمتع بضغط عال.
وقال ان المملكة التي تزيد طاقتها الانتاجية عن ثمانية ملايين برميل يوميا تستخدم هذه التقنية لانتاج نحو 150 الف برميل يوميا فقط. الا ان بيلي اشار الى ان الشرق الاوسط وخاصة دول الخليج ستحتاج الى هذه التقنية خلال السنوت الخمس المقبلة نظرا لان العديد من الابار ستكون قد فقدت الضغوط العالية التي كانت تتمتع بها والتي كانت تسمح للنفط ان يتدفق الى الاعلى دون حاجة للمضخات.
وأشار رئيس الشركة الى ان دول العالم المنتجة للنفط الاخرى تستخدم تقنية الرفع الاصطناعي لاستخراج النفط منذ ما يزيد على خمسة عقود وان نسبة استخراج النفط باستخدام هذه التقنية في الولايات المتحدة الاميركية تصل الى نحو 99% وروسيا 90% وبحر الشمال نحو 80%.