مع عظم مسؤولياته وعلو مكانته أطل علينا كالهلال غرة شهرنا هذا, يحيطه حسن الخلقة وحسن الخلق, وتكسوه الجسارة والإقدام فكان كما قالت العرب ـ وكثيرا ما كانت تصدق قديما ـ (إن لكل نصيبا من اسمه).
انه كذلك, حسن الخلقة بطلته البهية, وحسن الخلق بأدبه الجم وتفاعله المبهج, جسور مقدام بمناقشته القضايا المهمة. خاصة ما يخص شباب الوطن: محور الاهتمام وركيزة المستقبل. كان قلقا من ان يصبح شباب اليوم عبئا على مجتمعاتهم في الغد وبالذات شبابنا.
فعجلة التقدم والرقي تعتمد اعتمادا كبيرا على شباب اليوم, لذا فالمهام مزدوجة, والعمل لابد ان يكون متوازنا وفي كل اتجاه كل على قدر مهامه ومسؤولياته.
فنحن التربويون مثلا معنيون بدرجة كبيرة بتأهيل الشباب ليكونوا ركيزة قوية لا هشة, شبابا يعبدون ربهم حق عبادته, على بصيرة من أمرهم, مستقرين فكريا ومحصنين أخلاقيا. كما أننا معنيون بتربية هؤلاء الشباب على أهمية التأقلم مع خصائص مراحلهم العمرية, ثم على استيعابهم لما يدور في العالم من حولهم وأخيرا على تجاوبهم وتفاعلهم مع الطموحات التي يعولها عليهم المجتمع.
وان ما يهمنا حاليا هو استشعارنا ان شبابنا حتى الآن دون المستوى الذي نرجوه منهم ولهم, فاننا وان كنا لا نرغب في وصولهم لمراحل متطرفة يصعب علاجها, فاننا نرغب أيضا في ألا يصل بهم الانحلال لدرجة يصعب تداركها.
وقد لا أكون مبالغا حينما وصفت ـ سابقا ـ شبابا غرر بهم وأجروا عقولهم لآخرين متأثرين بثقافة (التأجير) التي اصبحت واقعا كتأجير السيارات والشقق المفروشة وأخيرا البدل والفساتين ـ بأنهم تاهوا بين ثقافة الأكلات قصدت أنهم لم يجدوا أنفسهم لا في نقاء (المرقوق) ولا في رقة (البيتزا)!!
وهنا أحب ان أقول للمتعولمين والمستأسدين: أهدأوا فإننا وإن كنا نتوجس خيفة من العولمة كواقع مستأسد, فإن لدينا أرتالا من الشباب تأثروا بما هو أقل من العولمة (كالكنتكة والهردزة والبرجرة).
