ياحسرة على الالعاب المختلفة لدينا خاصة الالعاب الفردية ففي كل انحاء العالم المتحضر يعتبر من يحقق ميدالية لبلده شخصا مشهورا ميسور الحال، بينما يشق شبابنا ممن اختاروا مثل هذه الالعاب طريقا وعرا مظلما لا اضواء ولا حتى اصواتا ترفع من معنوياتهم او تؤازرهم ليكملوا الطريق، ومنهم ضيفنا جعفر آل باقر البطل السعودي الذي حقق المركز الثالث عالميا للناشئين قبل ثلاث سنوات الذي حقق ميداليات ذهبية وفضية في محافل كثيرة واجزم بل وابصم بالعشرة بأن 90% او اكثر ممن يمتهنون الصحافة كتابا او محررين اجزم انهم لم يسمعوا باسمه ولا بانجازاته والجزم والبصم موصول بالتحدي ان كان رجل اعمال واحد او مؤسسة تجارية او شركة اتحداهم جميعا ان كان ايا منهم قد تبرع بريال لهذا البطل، او فكر في تبني مثل هذا الشاب الذي يملك كل الطموح والارادة لتحقيق ميدالية اولمبية في يوم من الايام.
من حقي ان اتحسر على مثل هؤلاء الشباب بعد ان سيرتنا كرة القدم واسرتنا اضواؤها واحجبت عنا رؤية الاشياء وغيرت تقييمنا للأولويات فنحن لا نمانع في دفع الملايين للاعب كرة قدم ولا نعجب ان سمعنا عن بعض الارقام الفلكية التي تدفع لهم ولم نعد نندهش ونحن نمتع انظارنا بافخم السيارات واغلاها وهي تمر من امامنا ويقودها لاعب شاب لم يقدم لوطنه ربع ما قدمه لاعب رفع اثقال او بطل مبارزة.
العالم المتحضر يرصد الملايين لتهيئه لاعب يحقق ميدالية اولمبية وتصبر عليه الدول سنوات قبل ان يحقق الهدف، اما نحن فلا نعرف ابطالنا ولا نقدر تضحياتهم ولا نتفهم الصعوبات التي تواجههم ولا العقبات التي تحبطهم، في الوقت الذي نركض فيه خلف كرة القدم، ونخصص اعلامنا المقروء والمرئي والمسموع لهموم هذه اللعبة ونشر المقالات عن تأخر راتب لاعب حتى وان كان لتوه قد استلم الآلاف بعد بطولة محلية عادية، بينما نبخل بكتابة سطرين عن نجم حقق بطولة للوطن.
صدقوني لو لم يكن الامير الدكتور نواف بن محمد على رأس اتحاد العاب القوى لما نال نجومنا في هذه الالعاب كل هذا التقدير والاهتمام والمتابعة، ولكننا ان وجدنا ضالتنا في نواف بن محمد الذي يبذل الشيء الكثير لاعطاء ابطالنا حقهم فليس من السهل ان نجد مثله.
والى ان تتغير نظرتنا لهؤلاء الابطال المبدعين سواء الاعلامية او الجماهيرية او المالية يبقى الحال على ما هو عليه وعلى المتضرر ان يسكت ولا يشتكي وان يسير في الدرب وحيدا...
ولكم تحياتي