مئات الطلبة الكويتيين المتفوقين ممن حصلوا على بعثات دراسية، وتم قبولهم في الجامعات ومعاهد اللغات في الولايات المتحدة مازالوا ينتظرون الحصول على تأشيرة دخول الى الولايات المتحدة دون جدوى.
بعضهم ستبدأ دراسته خلال اسابيع وبعضهم رتب امور السفر والحياة وفوجئ باجراءات السفارة الامريكية في الكويت التي هي جزء من الانظمة الجديدة التي فرضتها احداث 11 سبتمبر على مسألة التأشيرات.
من حق الولايات المتحدة ان تحمي بلدها من الارهاب، ومن حقها ان تضع اجراءات جديدة، اما ان يتم التعامل بهذه الطريقة مع شباب مراهقين لاعلاقة لهم بالسياسة ولا بالارهاب وملفاتهم معروفة، فهو امر يسيء الى سمعة الولايات المتحدة كدولة ترعي الحريات وكدولة قانون، وخصوصا ان علاقة الكويت بالولايات المتحدة هي علاقة متميزة، وهناك تعاون كبير بين البلدين في كل الملفات بما فيها الملف الامني.
في الدول المتخلفة تتم معاقبة الجميع بسبب قلة من المجرمين، وفي الدول المتخلفة يتم تفتيش كل مسافر لان هناك اقلية من المهربين، ولكن ان يحدث ذلك في دولة متحضرة ومتقدمة، فيتم عقاب الابرياء بسبب قلة من القتلة، فهو مبدأ يتعارض مع دستور الولايات المتحدة وثقافة الشعب الامريكي المنفتح والقانون الامريكي، الذي يدافع عن الحقوق الشخصية للافراد.
لقد قضيت وقضى غيري سنوات طويلة في المجتمع الامريكي ونعمنا بالتعامل الحضاري البعيد عن العنصرية، وبالمساواة وبسيادة القانون، ونحزن الآن ان الارهاب الاعمى الذي قامت به اقلية شاذة جعل مجتمعا متسامحا ومتحضرا كالمجتمع الامريكي يتصرف بهذه الطريقة غير السوية التي تحرم مئات الشباب من الالتحاق بجامعاتهم دون ذنب ارتكبوه.
لا نعرف ما هي حدود صلاحيات السفير الامريكي لدى الكويت ولا طبيعة الاجراءات التي يتم اتخاذها بشأن تأشيرات دخول الطلبة، لكننا نعرف ان ما يحدث لهؤلاء الطلبة هو امر مشين ويتعارض مع مبادئ الحرية والعدالة، ونعتقد ان على السفير الامريكي في الكويت ان يفعل شيئا لانقاذ ما يمكن انقاذه، وخصوصا ان علاقة الشعبين والحكومتين هي علاقات متميزة، وعلاقة الصداقة بين بلدينا علاقة ممتازة ومئات العائلات الكويتية تنتظر دون ان تسمع جوابا.
القبس الكويتية