@ لفت نظري ما صرح به نائب رئيس القادسية عماد المحيسن قبل فترة قصيرة بما يفيد أن الميزانية الخاصة بالفريق الأول لكرة القدم عن الموسم القادم تبلغ في قيمتها التقديرية ثمانية ملايين ريال .
بطبيعة الحال هذا الرقم من حيث الكم في عالم الكرة هذا العصر ليس فيه ما يثير الدهشة إطلاقاً .
لذا لن نسأل هنا كيف آتى هذا الرقم التقديري المعلن ؟
لمعرفتنا أنه بالضرورة كان عطفاً على أرقام حقيقية عنت بمصاريف الفريق خلال الموسم الماضي مضافاً إليها ربما بعض التعديلات التي قدرها المسؤولين بالقادسية من واقع رؤيتهم الخاصة المعطوفة على قياسات عدة تعني بأجهزة فنية وإدارية وطبية ولاعبين من حيث التجهيزات وتجديد العقود ومقدم تلك العقود والرواتب الشهرية والمكافآت إلخ.
ربما ليست كذلك.
ربما أعدت فعلاً هذه الميزانية التي هي بالأصح قائمة المصاريف .
ربما كان الحدث اجتهاد شخصي منه لمعرفته بأمور قد لا تكون واضحة بالنسبة لنا .
@ الحقيقة أرى من وجهة نظر خاصة أن الإعلان عن هذا الرقم في هذا الوقت آتى بمثابة الاستجداء والنداء العاجل وكأنها الخطوة الأولى في سبيل تحقيق هذا الرقم بمبرر تفادي الكارثة التي قد تحل على النادي من خلال بيع اللاعبين في حالة عدم توفره لمواجهة الواقع وهذا التصرف في حد ذاته ليس فيه ما يعيب إطلاقاً .
يبقى من حقه خوفاً على مصلحة ناديه .
لكن يظل السؤال قائماً : هو الإفصاح عن ذلك الرقم من كان يخاطب ؟
دون تفكير إنهم الأقدر على دفع هذه المبالغ
غنهم رجال الأعمال بالمنطقة عامة والقدساويين منهم خاصة .
@ بما أن هذه هي الحقيقة فإن الواقع من جانبه العملي يجيز لنا أن نقول بأن الإعلان كان في سطوره ناقصاً حيث أن الدارج في عالم البيزنيس مع اختلاف أنشطته هو أن تقرأ أولاً مركزك المالي للسنة المنتهية بالأرقام الفعلية المثبتة .. ومن ثم تعاود قراءة الرقم التقديري للسنة الجديدة مع ذكر المبررات للزيادة ان كانت أو التخفيض مقارنة ما بين تلك الأرقام .كون هذا العالم لا يعترف في مضمونه بالنداءات الورقية المطموسة المعالم حتى وإن كان منهم من هو من أبناء القادسية .
@ من هنا يأتي القصور حيث أنه إعلان لم يتم من خلاله استعراض قائمة المصاريف الحقيقية المعنية بالموسم الماضي هذا من جانب .. ومن ناحية أخرى فإن رجال الأعمال في الحقيقة لن يزعجهم كثيراً أمور تطور الرياضة في المنطقة من عدمه كون هذا الشأن بلغة الأرقام سوف يزيد إجمالي المصروفات في سجلاتهم .
وبالتالي فإن أي دعم يقدم من جانبهم في الغالب إما أن يأتي معطوفاً على الحياء أو برغبة الشهرة وذياع الصيت بما فيهم من هو قدساوي الميول أيضا وإن كان يوجد القليل منهم من هو خارج هذه المنظمة دون شك .
الواقع يقول أن الخطط التسويقية لجلب النفع يجب أن تنطلق وفق سياسة تعنى بهذه الرؤية مدعمة في مقامها الأول بما معناه أن الجميع حتى وإن كانوا رجال اعمال في المقام الأول بشر لهم مشاعر وأحاسيس يجب أن تحترم وتقدر من خلال لغة التعامل التي تعني في مضمونها أننا نبحث عنك وليس لما في جيبك.
وهذا ما يعني في حد ذاته وجوب ضرورة تغيير الخطط وتحسين نهج السياسة الداخلية برمتها من حيث التعامل مع من هم في الخارج من رجال الأعمال وغيرهم وفي مقدمتهم بطبيعة الحال أبناء القادسية بصورة أكثر رقي ومثالية.
كونه لا يمكن لسياسة تعني في مسماها أن أبواب النادي مفتوحة للجميع وفي الحقيقة الجميع قاطنون في بيوتهم جراء عدم تفعيل هذه الخطوة بمصداقية الحب للجميع.
@ كيف يمكن لرجل أعمال مثل الأستاذ علي بادغيش وهو الرئيس الذهبي للقادسية أن يقوم بدعم النادي وليس في أروقة النادي صورة واحدة له تؤكد بوجودها احترام تاريخه الحافل بالعطاء والسعادة .. هذا فقط مثال والبقية تأتي .
عدا ذلك يبقى الحال كما هو عليه وعلى المتضرر اللجوء للنداء والاستجداء فحتى بيع اللاعبين إن حدث يبقى في الواقع أمر لن يضير فهم ليس الأولون ولن يكونوا الآخرين.
خاتمة
من أراد الأحد قدم السبت
إلى اللقاء
