الواجب على الإنسان ان يقابل النعم التي أنعم الله بها عليه بالشكر والعرفان. واستخدام هذه النعم في منفعة خلق الله. وحينئذ يبارك الله فيها ويزيد منها قال تعالى (لئن شكرتم لأزيدنكم) وكل ما يمنحه الله للانسان انما هو ابتلاء وامتحان لتظهر وتتضح مكنونات الإنسان على حقيقتها وعندما استشعر سليمان بن داود عليهما السلام عظم ملكه قال:
(هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر. ومن شكر فإنما يشكر لنفسه, ومن كفر فإن ربي غني كريم).
فشكر النعمة هو الحكمة بعينها وهو كمال العقل والرشد. وقد امتن الله تعالى على لقمان بالحكمة وفسرها بشكر نعم الله عليه فقال:
(ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد) والإنسان الذي يطغى بالنعمة ويظلم خلق الله يعرض النعمة الى الزوال ويعد نفسه لسخط الله وعقابه والله تعالى يمهل ولا يهمل قال الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم (ان الله ليملي للظالم حتى اذا أخذه لم يفلته) ثم قرأ قوله تعالى: (وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد) ان عدل الله تعالى يلاحق الظالمين ولن يتخلف عنهم وان عقاب الله للظالمين لآت عاجلا وآجلا، ففي الدنيا توعدهم بخراب بيوتهم وهلاك ثرواتهم وسوء المنقلب في الأهل قال تعالى (فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون) وقال تعالى: (وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوما آخرين).
وللظالمين في الآخرة الهوان والذلة وسوء العذاب قال تعالى (ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء).
العاقل ممن اتعظ بغيره. وتدارك أمره. وندم قبل فوات الأوان وهذه هي النصيحة التي يجب ان نقدمها لنا ولسوانا والله من وراء القصد.
♀♀ مساعد بن سعدون ابوغازي