DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

خليل الفزيع

خليل الفزيع

خليل الفزيع
خليل الفزيع
أخبار متعلقة
 
يبدو هذا السؤال ساذجا أو غامضا في أفضل الاحتمالات، لكن واقع الحال يؤكد مشروعية هذا السؤال، وابتعاده عن السذاجة أو الغموض، فما نراه من ممارسات شاذة يرتكبها بعض مستخدمي الهاتف.. يؤكد ان تعاملنا مع هذا المنجز التقني وكذلك بقية انجازات العصر.. لايزال قاصرا عن استيعاب الغايات من توفير هذه الانجازات، فالهاتف الذي هو في نظر الجميع نعمة لا تعد فوائدها أصبح لبعض الناس نقمة لا يعرف كيف يتقي شرها.. لان بعض ضعاف النفوس أبوا ان ينقذوا انفسهم من مستنقع الشر الذي ولغوا فيه كثيرا، حتى تسممت عقولهم ونفوسهم بكل ما هو قبيح وسيئ من التصرفات المرفوضة، والسلوك المشين. وما مشكلة الازعاج بالهاتف إلا وجه قبيح من وجوه السلوك العدواني الناجم عن تربية غير سليمة وتوجيه غير مستقيم، وعن انهيار اخلاقي لا يجمل بالانسان الوصول اليه، وعن ضعف في الايمان لا ينكر، فمن استقامت تربيته، وقوي ايمانه، لا يمكن ان ينجرف في تيار العبث، متناسيا ما يؤدي إليه ذلك من ضرر ، وما ينجم عنه من خطر.. والى حد لا يمكن تصوره أو احتماله، لا لشيء إلا لان عابثا قد أساء استخدام جهاز الهدف من وجوده المنفعة وليس المضرة. ان من يتعرضون لازعاجات المعاكسات الهاتفية.. يتمنون لو لم يخترع هذا الجهاز لما جلبه عليهم من أضرار هم في غنى عنها، ومنها ما سبب لهم ما يعجز الانسان عن احتماله من مشكلات عائلية امتدت آثارها إلى ما هو اسوأ من السوء، خاصة لدى من يدفعهم تيار الانفعال إلى ارتكاب مالا تحمد عقباه. هناك أناس لايقطعون الشك باليقين ويحكمون على الأمور من ظواهرها، ويرتكبون اخطاء يندمون عليها، وذلك عندما تتسرب الشكوك وسوء الظن إلى نفوسهم، نتيجة هذه المعاكسات الهاتفية، غير مدركين ان من يقوم بهذه المعاكسات هم فئة لعب الشيطان بعقولهم لضعف الوازع الديني وانعدام العامل الاخلاقي، وقلة الحياء، وقد قيل "إذا لم تستح فاصنع ماشئت". ان قلة الايمان سبب رئيسي في ارتكاب مثل هذه المنكرات فمن يخاف ربه لا يمكن ان يجلب الأذى لغيره وهو اذى قد يصل إلى خراب البيوت وضياع الاسر وارتكاب الخطأ تحت تأثير التوتر والانفعال الناجمين عن مكالمات مجنونة يقوم بها من ساءت تربيته وضعف ايمانه ولم ينه النفس عن الهوى والنفس أمارة بالسوء. واستغلال الهاتف للاساءة للاخرين وازعاجهم واقلاق راحتهم لا يبدأ من الصفر بل هو امتداد لممارسات شاذة ومرفوضة يرتكبها بعض الحمقى والعابثين الذين يحتاجون الى الضرب بيد من حديد على ممارساتهم غير المسؤولة وقوة النظام هي التي يمكن ان تخفف من أعباء هذه المشكلة وان لم تقض عليها قضاء مبرما, فذلك مرتبط في الدرجة الاولى بوعي المواطن وادراكه لمسئولياته. إن هذا النوع من العبث يصبح أكثر حدة واثارة في مجتمع يتسم باخلاقيات عالية فيقابل بالرفض والاستنكار من الجميع لانه ضد ما تعوده المجتمع من تلك الاخلاقيات العالية. لقد تحول الهاتف من اداة للنفع إلى اداة للضرر في بعض الحالات على أيدي بعض المارقين والعابثين الذين يتجاهلون خطورة ممارساتهم المستهجنة الى ان يتعرضوا لنفس التجربة عندما يقعون ضحية أمثالهم فيتجرعون مرارة الكأس التي ارادوا ان يسقوها لغيرهم وكما يدين المرء يدان.