عزيزي رئيس التحرير
الارهاب مفهوم شامل أخذ مكانا محوريا في الخطاب السياسي اليوم، نظرا لتوظيفه لخدمة السياسة بالدرجة الاولى.. بمعنى ان الاهتمام بهذه الظاهرة لم يكن نتيجة للاحداث بل كان نتيجة لاستخدام تلك الاحداث في سبيل الحصول على أكبر قدر ممكن من المكاسب السياسية والاقتصادية.
وبالقليل من البحث والتقصي نجد ان ضحايا الارهاب لم يكن اولهم ضحايا سبتمبر ولاكان أكثرهم من قتلوا في ذلك اليوم.. ولكن المجهود الاعلامي والسياسي والعسكري الامريكي جعل كل مايعارض المصالح الامريكية أو يهدد هذه المصالح هو فقط مايصب في خانة الارهاب.. مع الاستمرار في التجاهل المتعمد للارهاب الموجه لدول العالم العربي والعالم الاسلامي حيث نجد ارهابا ثقافيا وارهابا فكريا وارهابا اقتصاديا.. بالاضافة طبعا للارهاب العسكري.
ولعل أخطر جوانب موضوع الارهاب بالمفهوم الامريكي انه يستغل فرصة أحداث معينة للحصول عالميا على اقرار مفتوح بحقوق غير محددة ونافذة دون الاستناد لأي مشروعية ودون الحاجة الى اي مرجعية قانونية.. بمعنى ان يصبح القرار وحق التصرف في اي مكان في العالم حقا مباحا للقوات الامريكية يسبقه تمهيد مدروس كالذي حدث قبيل الحرب في افغانستان وقبيل الحرب في العراق.
من هنا نجد لزاما علينا نحن العرب.. قادة وسياسيين ومفكرين، ان تكون لدينا رؤيتنا الخاصة.. ومواقفنا الصلبة الشجاعة.. دون الانشغال بالحروب الجانبية.. ودون انسياق في اللعبة الامريكية التي تستفيد من دماء الضحايا للحصول على أكبر قدر من المكاسب. اسماء حجازي