عشنا حقبة من الزمن يجري كلا منا نحو حصد المكاسب واقتناص الفرص لكي يجني كل شخص اكبر قدر منها وليس المهم ان كان هناك خاسرون, خسرنا لحظة كان الحلم في احتضاننا كشعب واحد يختلف لكنه يتحد على الهوية وعلى الوطن. فالوطن ليس نفطا وليس ذهبا وليس سياحة وليس مالا،ان الوطن هدف يوحدنا حين تشتتنا الطرق والوطن هوية تميزنا حين تختلف بنا اللغات والمذاهب والقبائل والمناطق والوطن ايضا وايضا دليلنا حين تضيعنا المصالح المادية والمصالح الذاتية. وطننا في هذه المرحلة يواجه تحديا خطيرا ومصيريا وفي هذه المرحلة بالذات للخسارة والمكسب وجه آخر يجب على الجميع ان يتنبه له. نحن جميعا شركاء في هذا الوطن وهو ملك لنا جمعيا واذا خسر الوطن فليس ثمة رابحون ولا خاسرون كلنا سوف نخسر. حكومتنا الرشيدة تبذل جهدا جبارا ومخلصا في هذا الطريق لكن يدا واحدة لا تصفق فعلى جميع الشركاء وكلنا شركاء في هذا الوطن حكومة ومواطنين بذل كل جهودهم لينهض الوطن بنا وننهض كلنا به فعلى سبيل المثال لا الحصر قانون السعودة يجب الا يكون فرضا على الشركات والمصانع ولا يجب ان يعتبروه كذلك بل عليهم ان يعتبروه واجبا وطنيا ومكسبا لهم وللوطن في آن واحد فالعمالة الوافدة يمكن ان تكون سلاحا ذا حدين بيد الدول خصوصا تلك التي ليست عربية- وقد يستعملونه في اي وقت اقتضت فيه مصحلتها بعد ان يكونوا أمنوا لعمالتهم الخبرة بينما المواطن لا يملك تلك الخبرة وقد يستعملونها ورقة ضغط ضدنا وضد بلادنا من يدري في ظل هذه المتغيرات الدولية التي تعصف بالعالم لا يمكن ان تكون هناك ضمانات مضمونة غير ضمانات الوطن حين نراهن عليه وقد اثبتت الايام ايضا ان المال وحده ليس كافيا. فاذا كان الفارق بين العمالة الوافدة وبين ابن الوطن هو بضع ريالات لا يمكن ان تؤثر كثيرا في ارباح صاحب شركه او مصنع ارباحها بالملايين او المليارات حتى على الجميع فقط شيء من الوطنية ولا تقتصر الوطنية في هذا المجال بل على الجميع ان يشعر انه في اي مكان وفي اي وضع ان يضع نصب عينيه الوطن ومصلحة الوطن لان ذلك سيحمينا قبل ان يحمي اي احد آخر ويقوينا قبل ان يقوي اي احد آخر.فالطلاب في صفوفهم يجب ان يشعروا ان المسألة ليست عائدة لهم ان نجحوا وان تخلفوا بل ان حرصهم على دراستهم ومواظبتهم عليها واجب وطني يرفع من شأن الوطن ويقويه كما يرفع من شأن الطالب نفسه ويقويه. وحتى المرأة حرصها على تربية اطفالها تربية سليمة وحرصها على أسرتها ان تكون الافضل والاقوى والاكثر تماسكا وكذلك حرصها على نفسها بالعلم والثقافة والمشاركة في تطوير المجتمع والنهوض به فانها لا ترفع من شأن اسرتها ونفسها فقط وانما هي من اهم الشركاء الحقيقيين في الوطن ومصدر قوته ونموه. وهكذا كلنا يجب ان تكون لدينا قناعة وارادة حقيقية نحو القوة والمجد والسمو نحو الافضل لاننا بهذا وبهذا وحده نكبر ويكبر بنا الوطن ونكون اقوى وكذا يكون بنا الوطن ولنكتفي من مجالس النعي والنواح على انفسنا وعلى بلادنا وألا يكون طريقنا في هذا الوطن انا ومن بعدي الطوفان لاننا كلنا في سفينة واحدة هي الوطن واذا غرقت كلنا سنغرق ولن ينجو احد. هند علي المحيسن الاحساء
