أخبار متعلقة
يرجع استخدام مسرح العرائس وخيال الظل الى زمن بعيد، في العقود ليصبح الاخيرة فنا قائما بذاته في الوطن العربي.
ففي سوريا على سبيل المثال تأسس مسرح العرائس عام 1960م برعاية وزارة الثقافة السورية حيث شكلت كوادر مؤهلة من اربعة عشر ممثلا واخذ يتجول في المحافظات السورية ومن ثم انتقل للعديد من الدول العربية.
وتقول الباحثة سلوى الجابري في احدى الندوات الخاصة بالمسرح يلعب مسرح العرائس دورا مهما في الارتقاء باذواق المشاهدين عن طريق موضوعات رفيعة المستوى متقنة الاخراج بعيدا عن عرض المغامرات الرخيصة ذات الاثارة والتشويق؟
وتضيف انه يجب ان نتجه لتنمية التقدير للجمال وتزويد المشاهد خاصة من الاطفال بالقيم الثقافية التي تبعث الرخاء في حياة المجتمع الذي يعيشون فيه.
ويرى د. حمدي الجابري رئيس الادارة المركزية للبيت الفني في لبنان في مقال نشر على الانترنت ان فن العرائس من صميم الفنون الشعبية فهو عرض موسيقي غنائي استعراضي يحذب المشاهد الصغير قبل الكبير.
واذا تناسقت الالحان الموسيقية واديت بشكل مناسب فلا شك في انها ستؤدي عروضا بالغة الدقة والتشويق وهو ما يهدف اليه مسرح العرائس فضلا عن الاهداف التربوية التي يركز عليها التربويون وبعض المؤلفين.
ويعتقد البعض ان مسرح العرائس من البساطة بحيث لايحتاج لتقنيات عالية لانه عبارة عن مجموعة من الدمى المتحركة ولاشي غيرذلك، والعكس من ذلك ما يراه بعض الخبراء من ان ديكور مسرح العرائس يختلف عن الشكل النمطي القديم للمسرح المتعارف عليه، فيلاحظ ظهور صورة مجسمات ودمى كبيرة الحجم واضحة الملامح ليتمكن المشاهد من رؤيتها مهما كان في الصفوف الاخيرة وتكون مبهرة للطفل لانها تخرجه من عوالمه الحقيقية، وتناقش مشاكله بطريقة محببة اليه.
وفي بعض العروض ان كان الخرج متمكنا فان اضافة الالوان الفسفورية مدمجة بعروض الليزر اضافة للاضواء المسرحية تنقل المشاهد الى اجواء اسطورية وعالم من الخيال والسحر، حينها تكون من التفاعل التام ووصول رسالة المسرح بطريقة ذكية، بعيدة عن الوعظ المباشر.
كما ان هناك فنا خاصا متميزا يطلق عليه فن خيال الظل تستخدم فيه مهارات السينوغرافيا البالغة الدقة، وتصرف عليه مبالغ طائلة، لكي يبرز بصورة تقنية وبشكل بارز كفن من فنون المسرح، يستخدم في العروض المسرحية المتطورة.
ورغم اهمية هذه الفنون الا اننا لا نجد تأثيرا واضحا، وحضورا مؤثرا على الساحة الفنية والمسرحية، في المملكة وان كانت بعض الفرق الشعبية قد نفذت عروضا متفرقة في السنوات الاخيرة فان ذلك لا يعني باي حال انه ينفذ بطريقة مؤهلة ويعرض بفنية وحرفية عالية، فهذه العروض تعتمد بشكل اساسي على الانتقالية والموهبة الفردية، البعيدة عن الاهتمام والتخصص وهو الامر الذي يدعو له الكثير من المسرحيين والمهتمين.
ويرى اثير السادة ان هذه الفنون استخدمت في المسرح الحديث لتقديم ايحاءات رمزية وحلا لاشكالية الانتقال بين الامكنة من خلال مشهد واحد، توضع تموجات البحر عبر ظلال معينة للايحاء بان المشهد انتقل الى مكان آخر.
من جهة اخرى يعتقد السادة ان بعض المخرجين يستخدمون بعض تقنيات خيال الظل (حتى في بعض العروض الاعلامية) كحل اخراجي فني ناجم عن غياب عنصر المرأة، وهو هروب قد يبرره البعض تبريرات فنية، فالمخرج في كثير من الاحيان يقع في مأزق فني لا يستطيع الخروج منه الا باستخدام هذه التقنيات.
ويرى محمد العثيم ان مسرح الظل ومسرح العرائس فن قائم بذاته، يعتبر من مفردات السينوغرافيا المسرحية ومن غير المبرر ان يستخدم كذريعة او وسيلة لتبرير غياب المرأة. مضيفا انه استخدم في المسرح السعودي والخليجي تقنية (الرجل البديل عن المرأة) لكن استخدام هذه الوسائل، واطلاق الكلام من قبل البعض كتبرير لغياب المرأة امر يعد خاطئا، لان غيابها عن المسرح هو في الاصل غياب عن المجتمع كما يرى العثيم ولعل من يطلق هذه الفكرة هو من يساند غيابها بشكل عام. وعلينا ان ننفذ فكرة المسرحية مهما كان عنصر المرأة غائبا لا ان نكتبها على اساس انها ستمثل او ستنفذ بدون امرأة، مشيرا الى منفذي بعض مسرحياته الذين قاموا ببعض التقنيات لتلافي غياب المرأة، وهذا يرجع اليهم بالدرجة الاولى, وبالنسبة لي فاني اكتب النص بعيدا عن كل هذه الاشكاليات ولا يهمني ان كانت المرأة موجودة ام لا؟
ففي مسرحية (الهيار) وغيرها رغم ان المرأة غير حاضرة بجسدها الا انها حاضرة وبقوة ككيان ومفهوم.