ما أن يجد الشاب فتاة أحلامه، حتى يبدأ معها بتكوين وبناء الأساس العاطفي المتين للعلاقة المقدسة (الزواج).. وهذا الأساس يبنيه الزوجان في بداية حياتهما بكلمات رقيقة عن الحب والأحلام والمستقبل المشرق.. لكنه سرعان ما ينهار عندما تبدأ الممارسة الفعلية للحياة الزوجية بواقعية أكبر فيكتشف الزوجان أنهما في حاجة إلى التفاهم المتبادل بينهما لكي يضمنا الاستمرار لهذا الارتباط.. أما التواصل القلبي فهو بلا شك يمد العلاقة بكمية من الطاقة، لكن ديناميكية ذلك التواصل هي التي ستحدد طبيعة التجربة.
يجب أن يعي كل من الزوجين معنى أن يكون للانسان شريك جديد في حياته ومايتطلبه ذلك منه، إذ بهذه الشراكة ينتقل من مرحلة (أنا) إلى مرحلة (نحن).. إن لهذه الشراكة سلبيات وايجابيات فهي تتسبب في إحداث تغييرات في الحياة، عندها يجب البحث عن أساليب جديدة لإيجاد نوع من التوازن بينهما، فالشريك لم يعد وحيدا كما كان ولم يعد بالتالي ملكا لذاته ونفسه بل صار يلزمه التعامل مع الحياة والشؤون اليومية التي تتعلق بشخص آخر يختلف عنه في أفكاره وعاداته، مما يتطلب منه أن يجري بعض التعديلات على نظام حياته ويقدم بعض التنازلات فلايقوم بما يريده دون مراعاة رغبات الطرف الآخر. إن هذه المهارات الزوجية لا تأتي بين يوم وليلة، بل تحتاج إلى وجود قاعدة قوية من الثقافة الزوجية تسبق قيام هذه العلاقة قبل ممارستها فعليا وهذا ما يفتقده المجتمع. إنني أدعو من يهمهم الأمر من أفراد ومؤسسات اجتماعية وخيرية أن يتبنوا فكرة انشاء مركز خاص للمقبلين على الزواج وحديثي الزواج يقدم لهم الثقافة الكاملة ليدركوا أبعاد هذه العلاقة وكيفية التكيف مع تلك الحياة الجديدة وتغيير نمط الحياة بما يتماشى مع الطرف الآخر. ولنستفد من تجربة الأمانة العامة للأوقاف بالكويت حيث قامت بتأسيس مشروع (بيت السعادة الوقفي) والذي يهتم بوقاية المتزوجين حديثا من التعرض لعوامل التفكك الاسري الذي يؤدي الى كثرة حالات الطلاق حيث يقوم المشروع بتقديم دورات تثقيفية لتأهيل الأزواج والزوجات وتعريفهم بمهارات الحياة الزوجية وفن إدارة الخلافات وفهم الشخصيات.
سؤال يبحث عن إجابة:
لماذا زادت نسبة الطلاق بالمملكة خلال سنة واحدة بنسبة 20%؟.. ولماذا وصلت النسبة بالكويت الى 35% من اجمالي حالات الزواج وبالبحرين الى 34% من اجمالي حالات الزواج وفي الامارات زادت على 40% من اجمالي الحالات هل من اجابة؟!.
