عزيزي رئيس التحرير
أود أن أعقب على ما كتبه الأخ القارىء حسين اليامي بتشنج تام أنساه الحقيقة. والحقيقة ببساطة ان السيدات جميعهن لسن سواء, تماما مثل أصابع الإنسان, لذا فانه من الخطأ ان يعمم الأخ ويكتب بصفة الجمع.. من الخطأ أيضا ان ينسى الرجال الذين لا يؤدون واجباتهم الزوجية على أكمل وجه, ولا يقدرون المرأة حق تقدير فيتجاهلوا حقوقها ولا يعدوا لها أي اعتبار وكأنها قطعة من الأثاث او وسيلة تسلية في أوقات الفراغ!!
وهذه حقيقة وليس كلام مسلسلات وروايات فقد رأيت ذلك بنفسي متمثلا في معاناة الكثيرات من السيدات بحكم احتكاكي بشريحة لا بأس بها من أفراد المجتمع.
فعلا مجتمعنا مليء بالعلاقات الزوجية السيئة التي يلعب فيها اهمال الزوج لزوجته وكذلك ابناؤه او ممارسة دور سي السيد بكل تخلف العصور الأولى الدور الرئيسي؟
كذلك فان الحالة التي عرضتها حلقات بعض المسلسلات الخليجية مؤخرا (خيانة الزوج لشريكة عمره) موجودة على أرض الواقع عبر خيانة العشرة والزواج بأخرى بين يوم وليلة وبلا سبب منطقي؟ وكأن الزوجة الموجودة معه 24 ساعة غير كافية لملء حياته؟.. بالاضافة لكون الرجل يتزوج المرأة في بعض الأحيان طمعا في راتبها او مركزها الاجتماعي او سلطة عائلتها وقوتها المادية!! وهذا ما يفسر إقبال بعض الرجال على الزواج من المعلمات!
وربما نسي الأخ او تناسى ان بعضا من الرجال يحلو له فعل بعض الأشياء السيئة كالسهر خارج البيت لساعات والسفر وحده بين الفينة والأخرى.. الخ.. الخ. بينما تعاني الكثير من الزوجات من تحقيق أبسط طموحاتهن وكأن المرأة مخلوق (نكرة) ليس له الحق في ممارسة الحياة كالرجل, وانما آلة لانتاج العيال وتحضير الطعام الذي يجب ان يرضي (سي السيد) صباحا وظهرا ومساء, وتدبير أمور المنزل حتى يسدل الليل ستاره.
أخيرا وليس لهذا النقاش آخر: انا على ثقة بأن الخبر الذي نزل باسمي حول نسبة الطلاق والعنوسة في المملكة صحيح 100% ولكن.. هل يدرك الأخ حسين اليامي وغيره من الرجال ان الطلاق سببه الرجل بالنسبة الأكبر لسوء ظنه ومعاملته واهماله او بخله, وان سلبيات الرجل أيضا سبب من أسباب العنوسة حيث ان الكثير من الفتيات اليوم يحلمن برجل يستحق ان تكرس له المرأة شبابها وما يتبقى من عمرها.. رجل حسن التعامل مع زوجته, يقدرها ويحترمها ويعاملها كصديق له وشريكة لحياته بكل تفاصيلها وليس مجرد خادمة وطباخة ومربية أطفال!! رجل ليس المهم شهاداته ومركزه الاجتماعي بقدر ما هو مهم ذوقه وأخلاقه الرفيعة ووعيه الديني.
في النهاية كل ما أرغب في قوله للأخ حسين اليامي باختصار: أرجو ان تعي حقيقة ما يدور من حولك وألا تتحيز لبني جنسك وتعميك (عقدة) ما عن الاعتراف بالحقيقة!! اذا كانه هناك نساء سيئات فهناك في المقابل رجال أسوأ.
هناك أمهات منهكات نفسيا وجسديا من تربية ابنائهن الأطفال والمراهقين بينما الأب غافل ومستمر في اهماله واللامبالاة, وهناك سيدات يعانين تكبر أزواجهن ويقدمن أكثر من الواجب ولكن.. لا تقدير ولا احترام!!وهناك نماذج أخرى لكنك لا ترى سوى الجانب السيىء.. ولعل مرورك بتجربة سيئة مع احداهن تفسر ردة الفعل القوية وذلك النقد اللاذع الذي كتبته كتعقيب على ما طرحته الأخت الكاتبة أنيسة الشريف مكي!
في الختام أنا احترم الأخ حسين اليامي وأحترم جميع القراء, ولكنني لن احترم وجهات نظرهم الناقصة ولن أوافقهم آراءهم الظالمة. غادة الودعاني
