على ان الذي نراه هو الانسياق وراء المعلومات الجاهزة المجمعة بدون البحث العقلي.. لان التفكر حتى في طريقة البحث وايجاد مصادره هو في صلب العملية البحثية المعتمدة على البناء الفكري.. ولكن الذي يجعلنا نرفع الصوت التحذيري هو هذا الذي نراه في الاستخدام السلبي للانترنت في كل المستويات من اكاديميين يجرون البحوث وينشرون المقالات العلمية، الى كتاب الصحف والمجلات الذين يتلقفون المعلومات من هذا النقر على لوحة المفاتيح، الى منتديات المقاهي، واستخدامات الحوار التافه على الشاشات.. اقول: صرت اخاف من تكاثر هذه الاجهزة الطرفية على المكاتب وفي البيوت وفي المقاهي وفي الجامعات وفي المدارس.. نعم بالذات في الجامعات وفي المدارس، فكلمة المدرسة في اللغة الاجنبية آتية من "سكولا" وهي في اللغة اللاتينية تعني الحرية في التفكير.. وضالتنا الحرية في التفكير بالفعل، اي ان ينطلق الانسان التلميذ في رحلة عقلية متأملا، وملاحظا ومستكشفا، بارادته ومقدرته التفكيرية المجردة.. اخاف ان يأتي يوم ويسألنا عن اسم واحد منها، فيطلق اصابعه على المفاتيح ليعرف الجواب!