في كل منا رغبة للبحث عما يمكن أن يعكس شخصيته ورؤيته للعالم.. هذه الرغبة في التعبير غالباً ما تنعكس على مظهرنا الخارجي وتساهم بشكل أو بآخر في صناعة شخصيتنا التي يراها الناس.. على أن التعبير لا يقتصر على صورتنا الخارجية بل قد يمتد إلى المحيط الذي نعيش فيه.. فنحن غالباً ما نمد رغبتنا هذه إلى كل ما نملكه ونراه جزءا منا.. فنحن نملك الدافع دائماً لجعل شخصيتنا الابرز وإن كان عن طريق استخدام الأشياء التي حولنا وتوظيفها للتعبير عن هذه الشخصية.. فعندما نرغب ان نقول لمجتمعنا المحلي الذي نعيش فيه شيئاً غالباً لا نقوله صراحة لا ننطقه لفظاً بل إننا أحياناً نستخدم مساكننا للتحدث عنا، فإذا ما عرفنا أن المسكن هو أقرب الأشياء للإنسان، بل أن كثيرا من الفلاسفة يرون فيه بديلا لجسم الإنسان نفسه.." كصورة ذهنية اجتماعية"، نرى المبرر هنا لكثافة توظيف المسكن من الداخل والخارج للتعبير عن شخصية الأسرة وأفرادها.. هذا التعبير الذي يحاول أن يوجد مكاناً خاصاً ضمن منظومة اجتماعية محددة نستطيع فك رموز وإشارة التكوين المعبر عن هذا المكان..