يهرب الفنانون في فصل الصيف من الحرارة والرطوبة المرتفعة ولأخذ قسط من الراحة بعد العناء والكد طيلة الأشهر السابقة في أروقة البلوتوهات وأمام الفلاشات وعلى خشبة المسارح. وفي نفس الوقت يعلن فنانون آخرون حالة الطوارئ من أجل خوض معركة موسم فني صيفي يأملون مواصلة النجاح والتفوق والبحث عن الجمهور.
عمرو دياب يجد سعادة في أورلاندو بفلوريدا ونبيلة عبيد تنفق أكثر من (100) الف جنيه على تذاكر السفر وشراء الفساتين الجديدة وليلى علوي تقضي وقتها بين الغردقة وفرنسا وهاني شاكر يفضل الساحل الشمالي للإسكندرية ويسرا تدور على المحلات بحثا عن آخر صيحة ملابس البحر فيما تمضي شريهان وقتها بين الغردقة والمنتزه.
البداية مع الفنان عمرو دياب الذي يقضي إجازته الصيفية في أورلاندو للاستمتاع بمشاهدة الناس وهم يستيقظون باكرا لركوب المنطاد ومشاهدة شروق الشمس في الصباح أثناء تناول الشاي. ويؤكد عمرو إنها حياة فيها انطلاق وحب ، ويقول زرت بلادا عديدة في الصيف سواء للعمل او الراحة، إلا أن أحب مكان أفضل قضاء إجازتي به هو أورلاندو , وأنا لا احدد ميزانية لإجازتي ، فالإجازة المرتبطة بالمادة نصيبها الفشل ، لان الهدف من الإجازة هو الاستمتاع ودائما يكون معي الفيزا كارد وبعد انتهاء الاجازة أعود الى عملي دون أن احسب المدة أو التكاليف ، ورغم مولدي ونشأتي بمدينة بورسعيد الساحلية إلا أنني ومنذ ان حققت نجوميتي وشهرتي لم أقض بها إجازة بحكم تواجدي الدائم خارج مصر. ولكنني لا أنســـى ان بور سعيد علمتني عشق البحر.
اما نبيلة عبيد فتقول: أقضي في لندن معظم شهور الصيف هربا من حر القاهرة القاتل الذي بدأت درجاته ترتفع بشكل كبير في السنوات الأخيرة لدرجة لا تطاق.
وقد اعتدت الذهاب سنويا الى لندن وبالتحديد منذ عشرة أعوام لمتابعة حياتي الصحية وإجراء الفحوصات الطبية بعد ان عانيت متاعب حادة بالمعدة نتيجة العصبية الزائدة وعلاجها الوحيد عدم الانفعال , فأذهب إلى لندن بعيدا عن الناس والاضطرابات والتوترات النفسية لدرجة إنني اشتريت شقة للإقامة بها مما يقلل من حجم التكاليف التي أنفقها في كل إجازة , فأغلى شيء في لندن إيجار الشقق , أما الملابس التي اشتريتها فلها بند خاص وميزانيتها تصل الى 30الف دولار.
والصيف عند هشام عبد الحميد يعني مدينة (كان) الفرنسية التي يقضي فيها أسبوعين كل عام بصحبة زوجته وبالتحديد مع بداية فعاليات مهرجان (كان) السينمائي في شهر مايو حيث يشاهد ويستمتع بالأفلام السينمائية بين قصر المهرجان وقاعة (لومير) وقاعة ( ديبوس) وسينما (ميراما) وبين الاستمتاع بشواطئ (كان) الجميلة والجلوس في المقاهي الفرنسية الشهيرة ويقول هشام: لقد جمعت بين الإجازة الصيفية وحضور فعاليات مهرجان (كان) لأنني لست من أنصار العزلة عن الناس , فراحتي الوحيدة والشعور بالإجازة الحقيقية تكمن في الابتعاد عن العمل فقط وليس الابتعاد عن الناس ,وبمجرد النظر للبحر , أو المناظر الطبيعية اشعر بالمتعة وشحن الطاقة والتقاط النفاس للعودة الى العمل بقوة.
وتقضي ليلى علوى إجازتها الصيفية من كل عام بين باريس والغردقة التي تعشقها ـ كما تقول ـ وتقضي فيها معظم إجازتها دون الارتباط بالصيف فقط , فما يجذب ليلى إلى الغردقة جفاف طقسها الذي يساعدها على ممارسة رياضتها المفضلة الغطس وصيد السمك ، أما في باريس فالصيف عند ليلى علوي يعني الالتفاف الأسري والصحبة العائلية فيظل وجود والدتها وشقيقتها لمياء معها لتعويض ما تحرم منه في القاهرة نتيجة ابتعادها عن الجو العائلي بسبب زحام العمل.
اما تيسير فهمي فتحزم الحقائب وتشد الرحال هي زوجها د. أحمد أبو بكر الى جزر هاواي حيث الطبيعية الساحر وجبال الثلج الجميلة المرتفعة التي تسمح لها بممارسة هوايتها التزحلق على الجليد وقد اعتادت هي وزوجها الذهاب سنويا الى جزر هاواي منذ ان تزوجا وقضيا شهر العسل ، ولأن زوجها رجل اقتصاد فهو يتحمل مسؤولية الميزانية خلال فترة الإجازة حيث يجيد التعامل مع فرق العملة وهي لا تضع في الاعتبار حجم التكاليف التي تنفقها هناك , لأنهما جاءا من اجل المتعة وليس من أجل حساب حجم النفقات وإن كانت في الغالب تصل الى 100 ألف جنيه ما بين تذاكر طيران وإقامة ومصاريف وفسح لمدة أسبوعين.
وتحمل شواطئ ماربيا الإسبانية التي تحتضنها الجبال المرتفعة اجمل ذكريات جالا فهمي والتي اعتادت الذهاب اليها خاصة في الأعوام الأخيرة حيث تصطحب معها ابنها عمر وزوجها عمرو حجازي ، وتقول جالا: اعتبر نفسي كائنا شتويا ، أكره الحر جدا ، وفي أسبانيا أجد نفسي مع الجو اللطيف ، وأشعر بالمتعة والتحرر من القيود التي تفرض علي في مصر و كما ان عملي يحرم ابني من الاستمتاع بحقه في اللعب والجري والانطلاق, ولذلك أعيش معه أسبوعين ، بعيدا عن أعين الناس وكل ما يشغلني عنه وهناك ننتهز الفرصة لإشباع المغامرة بداخلنا بمشاهدة مصارعة الثيران. وعلى فكرة الصيف في أسبانيا ليس مكلفا.
ولأن هاني شاكر غالبا ما يكون رحالا في فصل الصيف بين البلدان العربية والأوروبية لإحياء الحفلات الغنائية, فإن إجازة الصيف عنده لا ترتبط بمكان ثابت وهذا العام قضى هاني شاكر إجازته في المغرب أثناء مشاركته في مهرجان (أغادير) الغنائي، وقد انتهز هاني فرصة وجوده في اجمل منتجع مغربي وهو مدينة (أغادير) التي يطلقون عليها لقب مدينة الملوك والأمراء وقضى أسبوعا بعد انتهاء حفلته الناجحة بعيدا عن جو العمل المشحون بالقلق والتوتر.
ولسفر في حد ذاته متعة عند نور الشريف وبوسي حيث يتيح لهما تحديد المشاعر والوقوف على أعتاب مرحلة جديدة أكثر حيوية ونشاطا والسفر في الصيف له طعم مختلف عندهما, وإن كانت الإجازة ـ كما يقول نور ـ لا تعني عندهما الفراغ , وإنما تحقيق الاسترخاء والبعد عن المشاحنات وضغوط الحياة ودائما بيروت هي أجمل الشواطئ التي يتجه إليها نور وبوسي لقضاء إجازتهما الصيفية, وقد جاءت الإجازة هذا لعام بعد جولة فنية لهما استغرقت شهرا كاملا ما بين المغرب وسوريا والأردن . كما يستغل نور الإجازة الصيفية هذا العام والتي تمتد لأسبوعين بصحبة زوجته بوسي وابنتيه سارة ومي في قراءة السيناريوهات المعروضة عليه. وقد وضع نور خطة سياحية لزيارة المعالم الأثرية في بعلبك وركوب التلفريك من فوق جبال الأرز اللبنانية.
