DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الهام احمد

الهام احمد

الهام احمد
أخبار متعلقة
 
التفكير في ان تحشد صفوفك الأمامية والخلفية لانك تضع هدفا لمعركة منتصرة لمستقبلك يضعك امام كل طموحاتك ورغباتك. يشحذ حلمك بالفوز، ويمدك بكل خرائط الطريق التي توصلك الى غاياتك. يعلمك كيف هي ابجديات الصمود وكيف يمكنك الحصول على ملايين الانتصارات اذا تمكنت منك الارادة. وفي الارادة حرية والحرية لا تأتي سوى مع الصوم. ان نصوم عن حاجاتنا ولو لمنتصف اليوم. ان نمارس مقاطعة وقتية لرغباتنا المنزلية ونوافذنا المزينة وكؤوسنا المليئة. ان نتزود بشيء من الحرمان ليتسنى لنا ان نتنفس خروج ذواتنا مما نهوى ونعشق. ان تكون لدينا الجرأة ان نحتسي امانينا بمرارتها احيانا. ان نشرب ظروفنا دون ملح فالبحث عن غد افضل هو اقوى مستحيل يأسرنا بجماله. كثير منا يحلم يوميا بآلاف الاحلام التي ليس له قدرة على تحقيق نصفها، وفي الحلم قدرة ضعيفة لكنها مضيئة فمن دون حلم لن يكون لك غد. وعندما يتمكن كل منا من ان يقفز فوق استمراء تقبل الواقع، ويتأمل كل ما يستحق ان يعاش من اجله يجد انه قوي.. قوي جدا. لن تعيننا الرصاصة على قتل الظلم. لن يعيننا الصراخ او لافتات الالم على ان نعبر عن اي عجز.. الطريق الوحيد للحرية هو ان نتعلم ما الحرية اولا. ان نتغذى بها ونغذيها لأبنائنا ولكل من حولنا. ان يكون المنزل والمكتب والسيارة مرفأ لاحساسنا بالتجرد من هذ المتاع الممتع او على الاقل الاقتصاد فيه. حينها سوف تنطق مشاعرنا بما نريد لاننا احرار، ولاننا نعلم انه ليس لدينا ما نخسره. وسيتسنى لنا ان نمارس انسانيتنا بكامل قواها. الحرية ان تقف على عتبة المعرفة وتصبح لغتك بالنجاح اقوى، فلدينا عقول اشبه بالديناميت. متقدة.. لا ليست متقدة بل عبقرية، لكنها تحتاج الى الحماية، من النفس والاحساس بعدم القدرة او لا، ثم من ذوي النفوذ واصحاب القرار وحاملي الاختام ثانيا. يوما ما اخبرتني ابنتي بأنها تريد شراء شيء ما لصديقتها من المكتبة. اعجبتني رقتها واحببت ان امارس عليها ثرثرة الغد فراقبتها لارى ما تستطيع القيام به. وعندما وجدتها تبتكر مشاعرها وفنها الزخرفي في اشكال جميلة كجمال روحها, اخفيت محفظتي ووضعت نقودي خلف الجدار. طلب منها ان تصنع لي مجرد بطاقة ففعلت، وفي احتفال اقامته لصديقاتها طلبت منها ان تصنع هذه البطاقات الخاصة بها وحدها, المرسومة بعينيها الصغيرتين، وتحولها الى بطاقة جميلة. ففعلت. كانت بالفعل مميزة لانها من صنع رغباتها. ومن صنع الفرصة التي اعطيتها اياها. هكذا نريد الغد ان يكون من صنع احلامنا وقدراتنا.. نريد ألا نخجل. نريد ان نثق في عقولنا. نريد ان نسافر في كل الوجوه والحروف والعقول لنتعلم من قواميس الغد كيف ان الاصلاح لا يكون الا بالمعرفة والمعرفة فقط؟ حتى لو جاوز قهرنا الالف ميل، وسابقتنا السنون في اعمارنا. لابد ان نتعلم كيف نشتهي التواجد بين الآخرين والاحساس بمعاناتهم، وان نتعود على التفاعل في حاجات الآخرين كما تعودنا على ادمان حاجتنا المحدودة فقط؟ فكم هناك من يعاني ويتألم ونحن لا نفكر سوى في رؤية اصابع اقدامنا الملونة. احساسك بالآخرين نعمة ولكن الاجمل ان تسكن بينهم وتصبح جزءا من يومياتهم ولن يتحقق ذلك الا بالمزيد من العقول المفكرة المثقفة الراغبة في حمل اشرعة الخوف لتحولها الى ريح من التواجد الحضاري الحقيقي. لا نريد ان نكون مثل الآخرين ولكن نريد للآخرين ان يرونا الافضل, وان نورث ادواتنا هذه لابنائنا واجيال الغد التي تنتظر قنواتنا المفتوحة على العالم. وقد آن الأوان ان نبعث حضارة اسلافنا لنقف على بوابة المستقبل ونمزجها بقدراتنا وارادتنا. آن الاوان لان نتحدث عن الارقام وتكون مادة تدرس.. لا تشطب لانها تعلم الارهاب.