البوشمان قبيلة من جنوب أفريقيا تعيش مترحلة في صحراء كلهاري القاحلة. ويتصف أفرادها بقصر القامة وخفة الحركة وهم قوم منطوون على أنفسهم وتحيطهم الكثير من الظواهر الغامضة التي اختلطت الحقيقة فيها مع الأسطورة.. وقبائل البوشمان هم فقيرون كل الفقر، وعلى أقل حواف الفقر المعروفة ، ولكن هناك أسطورة مختلطة مع الحقيقة على أنهم يعرفون أبا عن جد عن واحة غامضة هائلة الثروة، وهذه الواحة السرية مخبأة في وسط الصحراء اللاسعة تحيطها كالاسورة تلال رملية عظيمة وحارقة. في هذه الواحة كما تروي الحكايات المتسربة عن البوشمان، تفرش أرضها أشياء غير الحجارة بل كتل كبيرة من قطع الألماس التي تضئ كالبرق من أرض الواحة، ولك أن تتصور عظم حجم كميات الألماس والتي لا يمكن تقدير أثمانها إلا بالخيال المطلق.. على أن هناك رواية تواترت بأن رجلا أبيض واحد قدر رأى هذه الواحة الفردوس ، وهو جندي مع سريته في الصحراء، ثم ضل الطريق وضاعت به الاتجاهات حتى قاده التيه إلى هذه الواحة المفروشة بأغلى حجر على الأرض. الذي حدث بعد ذلك أن أفراد من قبيلة البوشمان المتجولة في صحراء "كلهاري" عثرت عليه واقتادته أسيرا . على أن هذا الجندي الأبيض فلح في الهروب من أسر البوشمان ، وراح يخبر بعض الممولين عن ما رآه بعينه ، ونجح بالفعل في الحصول على تمويل كاف ليعود مستكشفا واحة الألماس الفردوسية.. وليصنع في طموحاته أكبر ثروة قيضت لبشر! غير أن الرجل ُعثر عليه بعد أسابيع قتيلا، بسهم من سهام البوشمان، مغروزا في قلبه. على أن المدهش كما يقول الرواة أنهم عثروا في جيوب الرجل على حجارة من الألماس لا تقدر بثمن ، ووجدوا أيضا خارطة مرسومة تدل على الطريق إلى الواحة الفردوس ..
وتبقى أسئلة ! لماذا لم يأخذ البوشمان حجارة الألماس من جيوب الرجل وهي دليل على وجود سرهم الذي حافظوا عليه لقرون ؟ ثم لماذا لم يستفد أحد من الخريطة الذي رسمها الجندي المستكشف؟
أسئلة لن يجيب عليها أحد!