أكد السفير احمد توفيق مندوب مصر الدائم لدى الامم المتحدة على اهمية دور المجموعة العربية لدى الامم المتحدة والدور الذي لعبته منذ نشأة الامم المتحدة عقب الحرب العالمية الثانية والتنسيق في المواقف المختلفة. وان مكاتبها تعد من خيرة المكاتب التي تمثل العرب في الخارج، وقال السفير في حديث خاص لـ (اليوم) ان الكثير في العالم تغير بعد حرب امريكا عل العراق سواء في خريطة العلاقات الدولية او في الوطن العربي وفي اوروبا التي كان لها موقف قوي من تلك الحرب
وفيما يلي اهم ماورد في الحوار:
* حكم ساسة واساتذة قانون دولي بموت الامم المتحدة والشرعية الدولية بعد الحرب الانجلو امريكية على العراق وقالوا ان مصيرها سيلحق بمصير عصبة الامم من قبل فما مدى صدق هذا الكلام؟
- القول بموت الامم المتحدة من الناحية القانونية غير صحيح، فهناك مبادئ قانونية ومعايير ثابتة جعلتنا نقول ان الحرب الامريكية على العراق حرب غير مشروعة، وما حدث يعد مخالفة للقوانين والاعراف الدولية المستقرة. وشكل صدمة لدى كثير ممن كانوا يعولون بشكل كبير على تلك المؤسسة الدولية. ولعل ما حدث ينبه إلى وجوب اصلاحات داخلية تتمشى مع المستجدات الدولية الحالية التي وضعت لتحقيق مبادئ عامة من سيادة الدول وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول واحترام حقوق الانسان، ووقف جرائم الاضطهاد. وفي الاساس كان الهدف وهو محاولة وقف أي خطر يؤدي إلى الصراع العسكري وحل المشاكل بطرق سليمة حفاظاً على حقوق الانسان التي تتعرض لمصاعب بعد الحروب التي ساهمت في تكوين الامم المتحدة. اما بخصوص القانون الدولي وموت الامم المتحدة، فانه لم يحدث بدليل ان الادارة الامريكية ومعها بريطانيا كانتا دائماً تستدلان بقرارات الامم المتحدة وتحاولان الحصول على قرار من مجلس الامن وقد ذكر رقم القرار 1412 اكثر من مرة كوسيلة لضرب العراق، ومحاولة تبرير استخدام القوة تحت مظلة الشرعية الدولية وليس الاساءة اليه.
* يقلل كثيرون من موقف ودور المجموعة العربية في الامم المتحدة عكس مجموعات الدول الاخرى، فما مدى التنسيق الذي من خلاله يمكن تكوين جبهة ضغط عربية قوية في مجلس الامن؟
- منذ نشأة الامم المتحدة يقوم مكتب جامعة الدول العربية بمجلس الامن ومعه مجموعة الدول العربية بدورها في الدفاع عن الحقوق العربية. وحقوق الانسانية بشكل عام، وهناك تنسيق تام في معظم القضايا المتعلقة بالمصالح المختلفة للدول العربية. ويدل على ذلك تشابه المواقف العربية في معظم القضايا التي تطرح على مجلس الامن. وان كانت كل دولة تعبر بأسلوبها ولكن المحصلة واحدة، ويعد مكتب جامعة الدول العربية ومعه المجموعة العربية سفراء جادين في تحسين الصورة العربية ولعب دور حقيقي في الحصول على الحقوق العربية.
* هل تقبل دول العالم سواء الاوروبية او العربية بفكرة سيطرة امريكا على العالم، رغم المستجدات والتطورات الكبيرة التي شهدها العالم خاصة المتعلقة بالمبادئ العامة للامم المتحدة؟
- احترام السيادة الداخلية وحقوق الافراد وغيرها من المبادئ التي تعمل الادارة الامريكية الحالية على غرس مفهوم جديد لها من خلال مناهج التعليم والثقافة. ولعل اوروبا قامت بالفعل بالتنبؤ بخطورة هذا التوجه .وهذا ما يفسر رفض فرنسا ومعها المانيا وهما حليفان اساسيان للولايات المتحدة ومعهما روسيا برفض ا لحرب على العراق. فسيطرة الولايات المتحدة على العراق تعني التحكم في البترول ووضع اوروبا تحت رحمة الولايات المتحدة الامريكية مما يضر بالقوة ورفاهية المواطن الاوروبي. وهذا الأمر في غاية الخطورة ربما لا يؤدي إلى صراع عسكري في الفترة الحالية. ولكن لا يستبعد في المستقبل،.
اما الدول العربية فلعل اهم دروس استقتها من الحرب الاخيرة .هي غرس الديمقراطية بصورة حقيقية وليس شكلية.لكن ايضا علينا ان نعترف بأن الاصلاحات داخل الوطن العربي لم تكن نتيجة لطلبات الولايات المتحدة فقط. بل بدأت منذ سنوات. واستطاعت عدة دول الحصول على اشياء وكانت بعيدة في الوطن العربي. ابتداء من احترام الدستور وامكانية تعديله في مصر اضافة الى دعوة الاحزاب الى تكوين جبهة وطنية للوقوف ضد الخطر الحالي اضف الى ذلك المبادرة التي تقدمت بها المملكة العربية السعودية لاصلاح الوضع الداخلي في الوطن العربي مما يؤكد ان الحكومات العربية اخذت على عاقتها تحقيق في بلدانها وفي الوطن العربي ككل.
* ماذا عن اهم الدروس المستفادة من التوتر الذي شهدته المنطقة في الايام الاخيرة؟
- اهم درس هو ان الانسان لا يستطع ان يعيش في معزل عن العالم .فهناك اتصالات ومصالح يصعب ان يعيش الانسان بمعزل عنها. والرئيس الفرنسي جاك شيراك مثلا قال ان هناك طريقين، طريق يحترم السيادة الدولية وتعمل المجموعات كلها على تحقيقه، وطريقة الولايات المتحدة الامريكية وانفرادها بحكم العالم الأمر الذي يهدد مستقبل الانسان. وان كان من الاحرى بنا نحن في المنطقة العربية ان نجري التغيير بأيدينا قبل التغيير على اسنة الرماح.