يصطف مئات العراقيين منذ الفجر يوميا امام فروع المصارف في بغداد لتغيير اوراقهم النقدية من فئة 10 الاف دينار التي نهب منها الكثير اثر سقوط بغداد واصبح التجار يرفضون التعامل بها، بأخرى من فئة 250 دينارا.
ومنذ نهاية الحرب يرفض التجار والصيارفة التعامل بالورقة النقدية من فئة عشرة آلاف دينار او يتعاملون بها ولكن بسعر اقل من قيمتها، في الوقت الذي حصل فيه اغلب الموظفين والمتقاعدين على رواتبهم ومخصصاتهم بهذه الورقة النقدية.
وقال صيرفي في شارع الكرادة التجاري وهو يعد رزم اوراق نقدية من فئة عشرة الاف دينار: لم اعد اريد المزيد منها. واضاف وهو يشير الى رقم احدى الورقات النقدية ما يؤكد على حد قوله انها مزيفة الكثير منها مزيف او مسروق. ويقول مجيد تقي احد مديري البنك العراقي للاستثمار في الشرق الاوسط ان اكثر من17 مليار دولار طبعت او كانت بصدد الطبع قبل بداية الحرب في20 من مارس وتم نهبها قبل توزيعها في اعمال النهب التي اعقبت سقوط بغداد. ويمضي مصطفى صاحب محل ملابس جاهزة مجاور لمكتب تصريف عملة في الاتجاه نفسه ويقول: انا لا اتعامل بها. واذا اردت تغييرها الى دولارات يتم خصم 25 بالمئة من القيمة التي احصل عليها اذا اردت تغيير اوراق نقدية من فئة 250 دينارا .واشار الى ان الورقة من فئة عشرة الاف دينار عملية وكانت لتريحنا من حمل اكياس من العملة. وفي المقابل كان يتوجب دفع اكثر من 10 الاف ورقة من فئة دينار للحصول على ورقة بعشرة الاف دينار قبل الحرب. ويقول مصطفى ان تجار الكرادة يقبلون هذه الورقة لكن بسعر اقل يتراوح بين سبعة الاف وسبعة الاف وخمسمائة دينار. ووقف مئات من الرجال والنساء في صفين امام فرع بنك الرافدين في حي العربية. ولا يمكنهم استبدال مبلغ يفوق 30 الف دينار عراقي. وقال عبد الرضى محمد وهو مدرس تلقى راتبه بورقات نقدية من فئة 10 الاف دينار امس كان الحد الاقصى 50 الف دينار. واكد فلاح محمد سائق سيارة الاجرة الشاب امام مدرعات اميركية كانت تحرس البنك ان لديه مليون دينار من اوراق من فئة 10 الاف دينار مجمدة. وعلق قائلا كل ذلك يهدف الى اذلالنا. وقال مدير بنك الرافدين ان قوات التحالف بدأت طبع مليار دينار من الاوراق النقدية من فئة 250 دينارا يوميا. وتغطى الاولوية في توزيع هذه المبالغ لمصرفي الرافدين والرشيد. وكان الحاكم الامريكي للعراق بول بريمر اقر في العاشر من يونيو انه اضطر الى طبع مئات الاف من الاوراق النقدية من فئة 250 دينارا تحمل صورة صدام حسين مناقضا بذلك قراره بازالة اثار صدام حسين من العراق. وقال يعقوب يوسف منير مدير احد فروع بنك الرشيد ان ستة من فروع البنك تقوم بعمليات الاستبدال. وقال ان فرعه لا يقوم بذلك غير اني اقبل عمليات الايداع بها وقد بلغت الاثنين 50 مليون دينار. وقال ان المتعاملين سحبوا اموالهم قبل الحرب لكنهم عادوا الآن مشيرا الى انه لا يفهم لماذا يرفض التجار التعامل بهذه الورقة النقدية.