عزيزي رئيس التحرير
شد انتباهي ما سطره الأخ الكريم محمد بن فهد الحمد في صحيفتنا الغراء (اليوم) بالعدد رقم 10961 وتاريخ 1424/4/19هـ عن المراكز الصيفية وأحببت ان أشارك في هذا الموضوع لأهميته الآن وكونه أحد الروافد المهمة التي يفترض ان يستعين بها الطالب بعد عام دراسي كامل. وأيضا كمحطة مهمة لاكتشاف ميوله الثقافية او الفنية او الرياضية وغيرها فعلماء النفس يذكرون ان الفرد بين عمر 15ـ18 سنة تبدأ الميول المهنية لديه في الظهور فيكون بحاجة الى مؤسسة تكتشف هذا التوجه وتسير به بشكل يخدم مجتمعه.. وسأجعل مشاركتي هذه فرصة لتداعي ذكريات جميلة ترسخت في ذهني, وما زال شريطها يعبر أمام ناظري فأستمتع بتلك السويعات الرائعة التي قضيتها مع العديد من الزملاء في أحضان هذه المراكز وتبدأ من الطريقة التي يتم بها اختيار مشرفي المراكز.
لقد كان الاختيار مبنيا على مدى ما يتمتع به المرشح من خبرة في مجال عمله سواء كان إداريا او مشرفا ثقافيا او فنيا او اجتماعيا او كشفيا كذلك على اخلاقه وحسن إدارته للمركز.
وأتذكر اننا كنا ننتظر العطلة الصيفية وهمنا وهدفنا الأول الإسراع بالاشتراك في المركز الصيفي.. ومن يفته التسجيل يفقد متعة الاستمتاع بالإجازة فيبذل المحاولات العديدة للتسجيل كما حدث معي في احدى المرات فكنت كثير التردد على المركز لعل وعسى حتى أشفق علي الاستاذ المشرف وقام بتسجيلي مع تذكيري بألا أتأخر في التسجيل مرة أخرى.
كان العمل في هذه المراكز يسير بصورة منظمة فهناك قسم خاص بالفنون التشكيلية واقامة المعارض والعبارات التوعوية بالخط العربي الجميل يشرف عليه نخبة من الاساتذة والفنانين التشكيليين وكانت تقدم فيه أروع المشاركات التشكيلية ويتنافس فيه الطلاب تنافسا شريفا لتقديم الأجمل.. وكان هناك قسم الفنون المسرحية.. وهو قسم خاص بتقديم الاعمال المسرحية والأناشيد وتنظيم الحفلات والإعلان عنها وهناك قسم الكشافة يتولى التنظيم والرحلات والمعسكرات الكشفية واقامة حفلات السمر. وهناك قسم ثقافي يعنى بتنظيم المسابقات الثقافية ويشرف على الاستعارة من المكتبة الكبيرة الموجودة في المركز اضافة الى المشاركات الثقافية من خلال إذاعة المركز النشطة التي كانت تقدم البرامج المتنوعة والأناشيد الوطنية.
هناك أيضا قسم للنشاط الرياضي تتم فيه ممارسة الأنشطة الرياضية المختلفة مثل كرة القدم والسلة والطائرة وتنس الطاولة ويقوم بتنظيم المسابقات الرياضية بين الأسر داخل المراكز وتنظيم المباريات مع المراكز الأخرى العديدة المنتشرة لدينا في منطقة الاحساء ويحضر هذه المباريات جماهير كبيرة ويقوم العديد من الموهوبين بالتعليق الرياضي عليها وسط أجواء جميلة.
اتذكر ان هناك قسما اجتماعيا يهتم بالزيارات والرحلات رغم بساطتها وقربها فلم تتعد الرحلة أكثر من 3 كم من المركز اما ان يكون في مشروع حجز الرمال.. او عين ام سبعة.. او منتزه الاحساء الوطني.. او غيرها ولكن الأجواء الجميلة المصاحبة للرحلات من مشرفين تعلو وجوههم الابتسامة دائما محبين للمرح تسستشعر روح الأبوة فيهم وطلاب متحمسون يمتلكون روح العمل والموهبة هو ما يرغب الطلاب بها.
هذا بعض ماكانت عليه المراكز الصيفية عندنا في ذلك الوقت والتي قامت بدورها بتخريج العديد من القياديين في المجالات الثقافية والاجتماعية والرياضية والفنية وغيرها.. فلا تكاد تجد مبدعا إلا ويقول ان المراكز الصيفية كانت بداية انطلاقته. فقد كانت تعتمد على العمل بعيدا عن التلقين وفرض الأسلوب الواحد للعمل كانت تبعد منسوبيها عن الأجواء الدراسية بمحاضراتها وحصصها وان تواجدت فهي تتم بطريقة عملية تطبيقية بعيدة عن التلقين والإملاء بشكل يلصق بذهن الطالب كاستخدام العروض السينمائية التي تقدمها شركة أرامكو وتهدف الى التوجيه والإرشاد في العديد من الموضوعات الأخلاقية والاجتماعية كالدعوة للمحافظة على الصحة وكيفية استخراج البترول في المملكة والتذكير بتاريخ المملكة العريق وتوحيدها على يد الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ او تتم عن طريق العروض المسرحية والتي تدعو موضوعاتها الى الكثير من المعاني الإسلامية والتربوية السامية كبر الوالدين والاجتهاد والمثابرة واختيار الأصدقاء او تتم عن طريق عمل البحوث التي يقوم بها الطلاب بمبادرة من القسم الثقافي بالمركز عن طريق اختيار العديد من المواضيع الإسلامية والتاريخية والاجتماعية وتتكون لجنة لدراسة هذه البحوث ليصنف الفائزون بها في حفل يقام بهذه المناسبة.
هذه بعض ذكرياتي الخاصة عن المراكز الصيفية في ذلك الوقت. والسؤال ما أحوال المراكز الصيفية الآن؟ علي بن عبدالرحمن الغوينم