عزيزي رئيس التحرير
ذكرت مجلة Torouto خبرا يتناول شركة اتصالات قام زوجان بتأسيسها في سنة 91م وتمتلك حاليا إحد عشر فرعا منتشرة في أمريكا وكندا وما زالت مستمرة تمارس نشاطها بكفاءة عالية ويعمل بها 180 موظفا وموظفة, استقال منها ستة موظفين فقط منذ انشائها, اضافة الى ذلك منحت خمس موظفات إجازة أمومة لمدة سنة كاملة ولم يتأثر سير العمل.
وعند البحث عن سر الاستقرار الوظيفي والكفاءة الانتاجية وعمق الولاء للشركة وجد ان موظفيها يتمتعون بحرية واسعة في اختيار ساعات العمل المناسبة لهم وبما يتوافق مع أنشطة الشركة المختلفة, بالاضافة الى ذلك يعاملون باحترام شديد وتقدير بالغ لظروفهم الخاصة والعائلية من مديري الشركة مما انعكس ذلك على الكفاءة الانتاجية للموظفين وتعميق ولائهم لشركتهم.
في المقابل نجد الممارسات الفذة لتطور الفكر الإداري في بعض شركاتنا العزيزة المؤمل منها ان تكون قلاعا حصينة للاقتصاد الوطني, فعندما يتأخر الموظف دقيقة واحدة يتم الخصم من مرتبه اجر ساعة وفي حالة عمل الموظف نفسه لمدة ساعة او ساعتين فوق المعدل المطلوب منه لا يكافأ بشيء وربما يبخل عليه حتى بكلمة شكرا.
لا شك ان من أهم الواجبات الملقاة على عاتق الإدارة العليا في شركات القطاع الخاص تحقيق الأهداف التي يتطلع اليها الملاك وعلى رأسها تعظيم الربحية, ومن أجل تجسيد هذه التطلعات عمليا يتوجب على الإدارة العليا اختيار أنجع الأساليب الإدارية وفقا للمنهج العلمي وليس الاجتهادات العشوائية التي عادة ما تكون لها انعكاسات سلبية على العملية الانتاجية وبالتالي ارتفاع النفقات وتراجع الإيرادات.
وتمثل الموارد البشرية أهم الأصول غير الملموسة اذا ما جاز لنا التعبير والتي ينبغي ان توليها الإدارة أهمية خاصة ورعاية استثنائية والاستثمار فيه كأي أصل من أصول الشركة, والبحث عن السبل المادية والمعنوية الكفيلة بتحفيز الموظفين لزيادة كفاءتهم الانتاجية وتعميق ولائهم وبالتالي تحقيق الاستقرار الوظيفي, وتلعب الشخصية القيادية المزاجية دورا سلبيا في عملية الاستقرار الوظيفي نتيجة التخبط في اتخاذ القرارات الإدارية العشوائية والتي تكون في العادة قرارات انفعالية غير مدروسة ولأسباب واهية وتافهة يذهب ضحيتها موظفو الدرجات الدنيا في الهرم الوظيفي. محمد يوسف الزاكي