- من المعلوم أن الشاعر والأديب والكاتب نادرا ما يلتفتون الى النواحي المادية فيما يقدمونه من ابداع.. وتعتبر المسألة بالنسبة لهم رسالة أكثر منها مهنة تفتح لهم بابا للرزق.. لذلك سادت فكرة أن الشعر (لا يؤكل عيش)!! فتجدهم دائمي الحضور والتجاوب مع الأنشطة التي يدعون لها هنا وهناك ليوصلوا للآخرين ما لديهم من فكر وابداع , غير أن هناك حقيقة يجب أن تقال وهي أن المبدع سواء كان شاعرا أو غيره يجب أن يجد التشجيع والدعم لضمان استمراريته في مجاله ليحقق مع الوقت مستويات أفضل .
لهذا يتوقع من المجتمع أن يبادر الى تبني سياسة مكافأة الشعراء والأدباء بشكل تلقائي وألا ينتظر منهم المطالبة بذلك.
- في مهرجانات الصيف التي تقام في مناطق المملكة من ضمن أنشطتها الرئيسية أمسيات الشعر التي يدعى لها شعراء لهم أسماؤهم وهذه المهرجانات تكون غالبا تحت رعاية شركات معينة تسعى لانجاح المهرجان وجني الأرباح بوسائل مختلفة من ضمنها الاعلانات التجارية واستثمار المواقع التسويقية وغير ذلك وهذا حق مشروع للراعي المستثمر طالما أنه سيبذل ما في وسعه ليظهر المهرجان بالصورة المشرقة .
وهناك أيضا أطراف أخرى مشاركة في المهرجان وأنشطة تجد مقابلا لا بأس به نظير مشاركاتها ما عدا الشعراء وأمسيات الشعر وأنا هنا أتكلم عن مهرجانات الشرقية بالذات ونحن مقبلون على المهرجان التسويقي الثالث للمنطقة. لماذا لا تكون هناك مكافآت مالية للشعراء والشاعرات بجانب الدرع التذكارية؟ ليس شرطا أن يكون المبلغ كبيرا ومكلفا للمنظمين والراعي يكفي أن يكون المبلغ معقولا بحيث يعكس تقدير وشكر المهرجان للشاعر المشارك والسادة الرعاة عادة ما تكون لديهم طرق متنوعة لجعل هذه الأنشطة تصرفا ذاتيا على من يقومون بها دون عبء اضافي على ميزانية الراعي وهم بذلك أعلم من الشعراء ومن كاتب هذا المقال . للعلم فقط فإن المهرجات المماثلة في الدول المجاورة تضع ضمن أجندتها تكريم الشعراء ماديا بجانب التكريم المعنوي فلماذا يحرم شعراؤنا هنا مما يجدونه في مهرجانات أخرى ؟