نبه المدير العام لمؤسسة الحرمين الخيرية الشيخ عقيل بن عبدالعزيز العقيل إلى خطورة الاكاذيب التي تروج لها الادارة الامريكية بهدف تحجيم دور المؤسسات الخيرية الاسلامية والقضاء على المقاومة الفلسطينية بدعاوى ممارسة الارهاب مؤكدا على ان امريكا هي نفسها التي تمارس الارهاب الفكري ملمحا لمنعها وزير المالية اللبناني دخول اراضيها بسبب تبرعه لمشروع افطار صائم.
وقال الشيخ العقيل في حوار مع (اليوم) ان الحرمين الخيرية اذا خسرت أي موقع خارجي فهو يأتي في اطار سياسة الانحناءة للعاصفة.. كما تناول بحسرة تفجيرات الرياض ودور امريكا في خدمة اسرائيل واليكم نص الحوار:
انحناءة للعاصفة لماذا انحسر دور الحرمين الخيرية؟
- ابدا لم ينحسر دور مؤسسة الحرمين الخيرية. اذا بماذا تصفون اغلاق عشرة مكاتب دفعة واحدة وبالتالي حرمان عدد كبير من المحتاجين لخدماتها؟
- اذا خسرنا بعض المواقع فسنتوجه بمشيئة الله لمواقع اخرى، واذا انحسر عملنا في الخارج فسنتوسع في الداخل ولا يعني بالضرورة تركنا لهذه المواقع تركا كليا بدليل ان هناك مشروعات قمنا بتسليمها لبعض الجمعيات المحلية الموثوقة، وستكون محل عناية ومتابعة من المؤسسة، ولدينا ولله الحمد 43 فرعا داخل المملكة تستقبل التبرعات من المواطنين وتنفق في المنطقة نفسها على المحتاجين وبرامج الدعوة وغيرها، ولدينا العديد من البرامج التي نعكف على تنفيذها في الداخل والخارج وقضية اغلاق المكاتب لاتعدو سوى انها انحناءة للعاصفة.
ضغوط امريكية يتحدث البعض عن مطالب امريكية ادت لتقليص دور الحرمين الخيرية؟
- لم يعد سرا ان الادارة الامريكية تمارس الضغوط المتواصلة للتقليل من فاعلية ودور القطاع الخيري في العالم الاسلامي باجمعه وليس بالمملكة وحدها، ونشر مؤخرا ان الادارة الامريكية رسميا بلغت وزير المالية اللبناني فؤاد سنيورة انه يمنع من دخول الولايات المتحدة الامريكية لانه تبرع بحوالي 200 أو 300 دولار لجمعية محلية في بلدته كانت تنفذ مشروع افطار صائم فأي ارهاب فكري اكثر من هذا.. فكيف لا يسمح لأي انسان ان يتبرع لأي جهة والا سيدخل الى قفص الاتهام. بتقديركم.. هل ستتوقف المطالب الامريكية عند هذا الحد؟
- هذه تعتمد على الحكومات الاسلامية، فاذا تأكد لامريكا ان هذه الحكومات تعمل بقوة مع جمعياتها ومع عملها الخيري... وتدافع عنه كما سمعنا من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز عدة مرات متكررة دفاعه عن الجمعيات والمؤسسات السعودية فلا تملك امريكا الا ان تقلل من طموحاتها لان مثل هذه المواقف تضع حدا لكل طامح.. اما اذا تراخت الحكومات فسيصبح الوضع مغايرا.. وامريكا اطلقت كذبة بان للجمعيات الاسلامية علاقة بالارهاب وصدقت هذه الكذبة، ثم للاسف صدقها العالم حتى اصبحت أي مؤسسة خيرية محل شك، وهناك (اناس لم يلتقوا ولم يعرفوا ولم يسمعوا بأسامة بن لادن) طيلة السنوات العشر الماضية اللهم الا بعد قضية تفجيرات (11) سبتمبر ومع ذلك هم الآن على قوائم المطالبين بدفع تعويضات لضحايا 11 سبتمبر!!، وكثيرون وجدوا انفسهم في هذا الوضع وهم لا يعرفون الاسباب، كل ما في الامر يقال انك تبرعت بمبالغ للمجاهدين أو ما يسمونهم بالارهابين، وهذا الواقع يحتم ان لا ننساق وراء هذه الاقاويل، وان نقف صفا واحدا دفاعا عن مؤسساتنا ومكتسباتنا الحضارية والاجتماعية، وان لا نعزل عن محيطنا الاسلامي، والمملكة هي رأس العالم الاسلامي وهم يسعون لفصل هذا الرأس عن الجسد، وهذه مصيبة ويراد اضعاف دور المملكة الريادي في العالم الاسلامي.. فمسألة ضبط التبرعات والاموال وتنظيم العمل هذا مطلب لنا جميعا، ولكن ان تصل القضية الى التحجيم غير المبرر فهذا لن يخدم المصلحة ابدا في بلادنا والعالم الاسلامي، وامريكا لن تتوقف عند حد فهي تسعى للتمكين لاسرائيل في المنطقة، والى صوت ضد هذا التوجه فهو صوت ارهابي.. وللاسف الآن امريكا تطلق كذبة اخرى بأن حماس والجهاد في فلسطين تمارسان الارهاب مع ان الشعب الفلسطيني بمختلف فصائله لا يملك الا خيار المقاومة.. مقاومة المحتل.. ونحن في المملكة ندعم الشعب الفلسطيني ونفخر بهذا الدعم ابتداء من خادم الحرمين الشريفين وحتى اصغر فراش.. وليس علينا ان نصدق كذبة اخرى من امريكا... وانا اتفهم الآن موقف الدولة عندنا بسبب التفجيرات التي حدثت في الرياض التي لاشك في انها كانت مصيبة علينا جميعا على مستوى الدولة والشعب والدعاة والمؤسسات الخيرية.. فقد احرجتنا احراجا كبيرا وللاسف ان مثل هذه الاعمال غير المسؤولة تنسب لدعاة او مسلمين (بينما اعتقد والله اعلم) بأنه لا علاقة لهذه الاعمال والعلماء والدعاة او الجهات الاسلامية الفاعلة التي تتحمل مسؤولياتها، وكل ما اظنه ان هذه فئة عندها مشاكل نفسية، ولا ارى بأن يضحى الانسان بنفسه ويقتل الناس من حوله الا ان يكون عنده خلل او يسعى للهروب من واقع معين، وللاسف اننا نحمل مثل هذه الاخطاء ونحن ابرياء منها بل نحن اول من يحاربها. كيف تستعدون للتكيف مع مرحلة جديدة من العمل الخيري؟
- نحن نتكيف بسرعة باعتمادنا على الله تعالى ثم بفعلنا واستشرافنا لمستقبل زاهر ثم بقاعدتنا الشعبية المحبة للعمل الخيري.
تحولنا للداخل رغبة قديمة هل سيتوجه عملكم الى داخل المملكة؟
- لا عملنا سيظل في الخارج وسوف نتوسع في الداخل استجابة لحاجة المواطنين. هل هذا التوسع الداخلي فرضته الظروف الدولية؟
- هذا التحول كان يناقش منذ فترة طويلة، ولدينا لجنة تعمل منذ خمس سنوات داخل المملكة، والآن بتوجيه ولاة الامر وتلمس الاحتياجات لبعض المناطق وجدنا انه من الواجب ان نتوسع داخليا.. قد يكون للاحداث الدولية دور ولكنه غير اساسي.
لا خسائر ما حجم الخسارة والمكاسب من التحول الاخير؟
- لا توجد خسائر ان شاء الله بل هو انحناءة للعاصفة وان خسرنا موقعا فسنجد مواقع اخرى، واذا تركنا بلدا فسيبعث الله تعالى له مؤسسة اخرى لتقوم بدورنا، وننتظر استقرار الاوضاع حتى نعود.
لا نمارس السياسة هل يتجاوز دور الحرمين الخيرية احيانا العمل الخيري لعمل سياسي اصبح السبب في التضييق عليها؟
- نحن لا علاقة لنا بالاعمال السياسية ولا نرى معنى لاقحام الدعاة في اعمال سياسية، ليست من تخصصنا. هل تلقت الحرمين الخيرية في أي مرحلة من مراحل عملها تحفظات من قبل اي من الدول التي تعمل بها؟
- للاسف بسبب الاعمال غير المسؤولة التي يقوم بها بعض المحسوبين على التيار الاسلامي اصبح هناك شيء من الحساسية والحذر من التعامل مع المؤسسات كلها، وبطبيعة الحال منذ انشاء المؤسسة قبل 12 سنة ونحن نعاني هذه المشكلة في بعض الدول وهذه الدول هي التي اغلقنا فيها مكاتبنا بسبب كثرة المشاكل والتحسس الزائد من قبل حكومات تلك الدول. هل هناك اي معتقلين في غوانتاناموا من الحرمين الخيرية؟
- ابدا لا يوجد لدينا ولله الحمد أي معتقل، هناك شاب ادعى أنه سبق ان عمل مع مؤسسة الحرمين الخيرية وشارك في دورة وحصل على شهادة شكر، ولعل هذا ليس كافيا ان يكون احد منسوبينا الرسميين.