DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

د . عبدالله الطويرقي

د . عبدالله الطويرقي

د . عبدالله الطويرقي
أخبار متعلقة
 
اللافت في توصيات الملتقى الحواري الوطني التي رفعت لسمو ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز منذ أسبوع تقريبا، البند الذي يطالب بمأسسة الحوار لرعاية وتنمية ثقافة التعددية في المجتمع السعودي.. صحيح ان الحاضرين أوصوا بالعديد من البنود الاصلاحية سواء في حريات التعبير أو الأداء المؤسسي الحكومي والمشاركة الشعبية، ولكن مجرد اقتراحهم على ولاة الأمر بأهمية قيام هيئة وطنية تعنى بثقافة الحوار، يؤكد مجددا على تفوق منهجية المصارحة والمكاشفة والشفافية والتي أثمرت ولله الحمد عن رؤية وطنية موحدة في قضايا مفصلية اليوم للوطن وأبنائه.. ولئن اعتبر الكثير من المتابعين في الداخل وخارج الحدود فكرة الحوار الوطني خطوة وطنية جريئة وشجاعة وبادرة تحسب لقيادة الوطن في هذا الظرف البالغ الأهمية والمليء بالتحديات لوحدتنا وهويتنا، فإنه من غير المبالغ فيه القول بأن خطورة وحساسية أوضاع الحرب على الارهاب وما بعد 11 سبتمبر من حملات اعلامية على المملكة نظاما وشعبا اقتضت نهج الشفافية في الخطاب السياسي واسلوب الشراكة في المسؤولية والتي جسدتها العديد من اللقاءات الحوارية لسمو ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز قبل ما يقارب العام مع رجالات التربية والتعليم والمال والأعمال والثقافة والاعلام.. ولعل من قدر له حضور تلك اللقاءات الحوارية وغير المألوفة بطبيعة الحال في عرف السياسة المعروف بالسريات العالية، يدرك أن هناك نهجا استراتيجيا في العلاقة بين ولاة الأمر ونخب المجتمع المؤثرة في التاريخ السعودي ألا وهو الشراكة في المسؤولية الوطنية.. تلك اللقاءات الحوارية للأمير عبدالله جاءت عفوية ومباشرة وبعيدة عن قوالب الرسميات والبروتوكولات كانت تمثل رؤية قيادي بعيد النظر تفهم عمق الأزمة التي تعيشها بلاده والتي تستلزم نهجامغايرا في تعاطينا كسعوديين مع هموم الداخل ومصالح الخارج وبحس مسؤول ونحن نصنع القرار ونحن نلزم انفسنا به ونعمل على تنفيذه.. ولعلي لا أتجاوز كل هذا الواقع عندما أقول بأن مطالبة سمو ولي العهد بمأسسة ما تبناه ـ يحفظه الله ـ ويؤمن به كمواطن من اللحظة التي فرضت فيها المواجهة على بلاده، تعد بمثابة حجر زاوية في نمونا وحراكنا كأمة عربية مسلمة في هذا الظرف الصعب.. وهذه مسألة لا تعد ترفا فكريا في بيئته لم يتعود الناس فيها على التعايش مع الاختلاف في وجهات النظر والآراء التي أراد الله سبحانه وتعالى لخلقه ان يتفاوتوا فيها.. نحن فعلا بحاجة لجهاز وطني ينشر ثقافة التصالح والواقعية ويوسع من دوائر القناعات ويخدم قضايانا وهمومنا الداخلية بأساليب قدر ما تعمل العقل بالقدر نفسه الذي نحتكم فيه لمرجعيتنا الأصيلة كشعب مسلم واثق من نفسه.