رغم مسيرة مجلس التعاون (السلحفائية) الا انه يسير في الاتجاه الصحيح, وما المباحثات الجارية الان بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية لانتقال مواطنيها على جسر الملك فهد بالبطاقة الشخصية دون الوقوف على حاجز الجوازات الا دليل ساطع على اننا نحقق ما عجز عنه الاخرون على كثرة جعجعتهم.
فرغم تأخر هذه الخطوة قياسا بعضوية كل من المملكتين في مجلس التعاون ورغم ما يربط المملكتين من روابط عريقة ورغم مضي اكثر من عقدين على اتمام الجسر الا ان تأتي متأخرا خيرا من الا تأتي ابدا, ونؤكد ان ما تقوم به دول مجلس التعاون على صعيد انتقال مواطنيها بين دول المجلس هو ما عجزت الدول العربية مجتمعة ان تقوم به, اذ بعد الانتهاء من هذه الخطوة سنكون في طريقنا الى ازالة الحواجز المتعددة بين حدودنا البرية وهو وحده حتى دون احتساب غيره من انجازات المجلس يعد من اهم دعائم الوحدة العربية التي اتخمنا بشعاراتها طوال الخمسين عاما الماضية دون ان يتمكن عربي واحد دخول دولة عربية بدون ان يكون ضحية اجراءات وعنجهة وسادية موظفي الامن واحيانا (شحاتتهم)!.
قيل عن هذا المجلس الكثير, واعترضوا حتى على احقيتنا بخصوصية رسمها الموقع وخطتها الثقافة الخاصة, وسمحوا لانفسهم بالقيام بما يحلو لهم من تكتلات ومحاور, وجاءوا عند مجلسنا وقالوا تجزيئي!!
وحسنا فعل قادة دول المجلس حين مضوا قدما في مشروعهم, الذي بالرغم من كل ما قيل عنه حتى من اعضائه الا انه يسير حثيثا تجاه الضمانات المستقبلية والدعائم والركائز الواقعية لتقوية مثل هذا النوع من التكتلات, وتحويل الشعارات الى افعال حقيقية نتعامل بها على ارض الواقع.
فنحن التكتل العربي الوحيد الذي فتح حدوده الان لابنائه لينتقلوا دون جوازات سفر, ونحن التكتل الوحيد الذي بدأ فعليا القيام بهذه الخطوة دون ان تبقى حبرا على ورق كما هي توصيات الاجتماعات العربية التي لاحصر لها, وتلك خطوة لو تدرون تعني الكثير لا على الصعيد المعنوي فحسب بل علها من اهم الخطوات التفعيلية لقيام وحدة اقتصادية وهو الجسر الحقيقي الامتن من بين جسور الاندماج, فلا شيء كالمصالح الاقتصادية المشتركة يجعل من هذا المجلس تكتلا سياسيا له وزن.
اعتقد ان عام 2004 ميلادي سيشهد تقدما ملموسا على صعيد الاندماج بين دول المجلس, وهذا ما نحتاجه في ظل هذه العواصف العالمية والاقليمية والمحلية التي تمر بها المنطقة.
كاتبة بحرينية