عزيزي رئيس التحرير
شاء الله أن نكون انا واختي من بنات (الظروف الخاصة) اي مجهولتي الابوين وبدأت قصتنا حينما قامت بعض الاسر بحضانتنا في اشهر عمرنا الاولى وقد قاموا بهذا بكل اقتناع ونطقنا باول كلمة ينطقها الطفل (ماما بابا).
كنا نتلذذ بها في صغرنا ولم ندرك يومها ان ستمر علينا مرارة الايام وصعوبة العيش وسط المجتمع الذي يحيطنا.. تربينا التربية الصالحة ولم تبخل علينا حاضناتنا بشيء بل بالعكس يعلم الله انهم يحرمون انفسهن من اجلنا ولكن بدأت المعاناة مع الحياة والمجتمع في المرحلة الابتدائية حيث شعرنا بالتفرقة حتى في مدارسنا ومن معلماتنا ولكن استطعنا بعون من الله رغم صغرنا ان نتحمل جميع الصعوبات وذلك بمساعدة الاسر التي قامت بتربيتنا وكذلك وقفة الاستاذ عبداللطيف النعيم مدير مكتب مكافحة التسول الذي كان بالنسبة لنا بمثابة الجندي المجهول في دعمنا ونصيحته وحبنا وتقديرنا فجزاه الله خير الجزاء وقدرنا ان نتصدى لكل كلمة سمعناها في هذا المجتمع الصغير حتى وصلنا الى المرحلة المتوسطة وبدأت الالغاز والكلمات الجارحة.. مجتمع مدرسي قاس بكل معانيه واجهنا منه تفرقة وتاريخا مرا.
كنا نلجأ دائما بالدعاء الى الله سبحانه وتعالى بان يصبرنا على مصيبتنا وان يوفقنا حتى ننتهي من دراستنا والتي هي مستقبلنا والتي بنينا عليها الآمال الكثيرة لنحقق ما تمنته لنا حاضناتنا الكبيرات في السن والحمد لله حصلنا انا واختي على البكالوريوس في تخصصين مختلفين واحسسنا بأننا أصبحنا مثل غيرنا واننا تحدينا جميع الصعوبات وتفوقنا عليها. نسينا بفرحة تخرجنا تلك المرارة وأثبتنا للجميع ان المعاناة مع الكفاح انتصار ورسمنا بسمة لغد جميل تنتهي معه كل الاحزان والآلام وازداد فرحنا فرحا لو وزع على مدينة لكفى اهلها ورحنا نبحث عن وظيفة كنا دائما نكرر كلمة المشرفات والاخصائيات بمكافحة التسول التي تأملنا بها الخير الكثير: (فقط انتهوا من دراستكن وارسلوا لنا صورة من الملف وابشروا) ولكن ما حصل كان رحلة معاناة من نوع آخر وصلنا الى كل مسئول في وزارة العمل والشئون الاجتماعية ولا ننسى وقفة سعادة الاستاذ الوالد محمد بن عبدالعزيز الهزاع (مكتب معالي وزير العمل والشئون الاجتماعية) والذي وقف معنا وقفة الأب الناصح لبناته وتواضعه المخجل عندما يكرر علينا كلمته الحنونة اننا ما وضعنا هنا الا لخدمتكم قدمنا لهم خطابا لتأمين الوظيفة لنا ثم ذهبت الى رئاسة تعليم البنات بالاحساء ولكن ذهبت جميع المحاولات التي قمنا بها دون جدوى. كتبنا الى معالي وزير العمل والشئون الاجتماعية مرة اخرى فأرسلت المعاملة الى مكتب نائب وزير التربية والتعليم دون اي فائدة وتقدمنا الى مكتب مكافحة التسول بالاحساء لكتابة خطاب الى سعادة مدير عام التعليم بمحافظة الاحساء وذلك بمثابة الشفاعة لنا واننا من ذوي الظروف الخاصة والغريبة انهم قاموا بالاتصال علينا بسرعة مراجعتنا لقسم التوجيه بالرئاسة.. لم نصدق وكأننا بشرنا برؤية اهلنا ذهبنا سريعا الى المسئولة فحولتنا لذوي الاختصاص من الموجهات كل فيما يخصه. وبدأت الاسئلة الغريبة: لماذا لا تنتهي أسماؤكم بالالقاب؟ انتن من اين؟ وش تعني (ظروف خاصة)؟ كانوا مندهشين وكأننا قد نزلنا من الفضاء او اننا نكته غريبة او لغز لم يعرف حله؟ ذهبت معاملتنا الى قسم محو الامية والفترة المسائية تتداولها ايدي الموظفين دون فائدة حتى قرر ولي أمرنا ان يدخل الى (سعادة مدير عام تعليم البنات بالاحساء) وشرح الموضوع وجاء الرد بنفس الصيغة لا يوجد وظائف في قسم محو الأمية.
طرقنا ابواب الجمعيات الاجتماعية، الروضات الخاصة دون اي جدوى، المدارس الخاصة، المقاصف، موظفات الكمبيوترات بالمدارس دون فائدة، المشاغل النسائية، نفس الرد لا توجد وظائف.
وهكذا رجعنا نعيش (ظروفنا الخاصة) بمرارة تزداد كل يوم شدة في نفوسنا وننتظر الفرج من الله فمن يأخذ بأيدينا. كتبتاه: ف. ع. ص و. ع. أ بكالوريوس في الاقتصاد المنزلي وقسم الجغرافيا @ ملاحظة: الجريدة تحتفظ بهاتف الاتصال بولي أمر الفتاتين.