عزيزي رئيس التحرير
حينما أبسط هذه الصحيفة وغيرها من الصحف بين يدي اجد ذلك الكم الهائل من الاخبار والاحداث التي تحل بالمسلمين في كل صقع من اصقاع الارض ولعل آخرها الاحداث المؤلمة التي حلت بنا في مملكتنا الحبيبة التي كانت المحطة الاخيرة لصبري وتجلدي فمنها ثارت حفيظتي وتحركت مشاعري لأتمتم بهذه الكلمات الحرى عبر جريدة (اليوم) لاسيما اني كنت قد زورت في نفسي كلاما منذ زمن خاصة عقب هذه الاحداث التي مازلنا نعايشها لكني لم اشأ ان اقوله لأسباب عدة اما الآن ففي خضم هذه الاحداث المريرة والنوازل المريعة والفتن المتسارعة التي انصبت ولاتزال تنصب علينا من كل جهة ولا حول ولا قوة الا بالله، حيث كثر القيل والقال، فالكل يحلل والكل يفسر حسب رأيه القاصر، وفوق ذلك كله موجة عارمة من السباب والشتائم والتجريح بأشخاص ومؤسسات عامة وخاصة، وهذا في الحقيقة مخالفة صريحة للمنهج النبوي الكريم في مثل هذه الاوقات الحرجة فالنبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه قد بين لنا الخطة البراقة والمنهج القويم للخروج من هذه الازمات بسلام، حيث بين لنا مسالك آمنة يجب علينا جميعا سلوكها ويتجلى ذلك التوجيه الكريم في هذا الحوار الايماني العظيم الذي دار بين حذيفة والرسول عليه الصلاة والسلام حيث يقول حذيفة: (كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت اسأله عن الشر مخافة ان يدركني، فقلت: يا رسول الله انا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم وفيه دخن، قلت وما دخنه؟ قال: قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر، قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم اليها قذفوه فيها، قلت: يا رسول الله صفهم لنا؟ قال: هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا قلت: فما تأمرني ان ادركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم، قلت فان لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلها ولو ان تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك) رواه البخاري، فالنبي الكريم بين لنا في هذا الحوار ما يجب علينا تجاه هذه الاوضاع الراهنة حيث الاجتماع والالتفاف حول امام المسلمين.
ما احسن احبتي في الله ان نقرأ القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ففيهما والله تجليات عظيمة لكثير مما ألتبس علينا وقد يقول قائل؟ ألا نتفاعل مع الاحداث ونعايشها؟ نعم نحن ننكر ونقف في وجه كل من يحاول النيل من مبادئنا الاسلامية او بلادنا المباركة بأي وسيلة كانت ولكننا فوق ذلك نسأل الله ان يقينا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن. فالفتن تعرض على القلوب كالحصير عودا عودا كما عبر بذلك النبي الكريم فحذار أخوتي من الفرقة والشقاق فهذا والله وقت نحن بحاجة ماسة فيه الى الرجوع لكتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
وختاما نسأل الله عز وجل ان يتمم لنا على خير وان يجنبنا وبلادنا كل سوء ومكروه, والله المستعان.
آمين آمين لا ارضى بواحدة
حتى أزيد عليها ألف آمينا محمد بن عبدالعزيز الكريديس بريدة