قال مسئول اقتصادي قطري ان الحكومة القطرية قد تدعم مجددا سعر صرف الريال بمليار دولار للمرة الثانية على التوالي في غضون بضعة اسابيع. وكانت قطر قد قررت قبل اسبوعين دعم عملتها الوطنية بما يعادل مليار دولار في اطار خطة لتعزيز الملاءة المالية للبلاد. واكتسب الريال القطري منذ ذلك الحين قوة اضافية عندما قررت الحكومة في خطوة غير مسبوقة منذ اكثر من خمسة اعوام تعزيز احتياطيات مصرف قطر المركزي بحوالي 64ر3 مليار ريال (مليار دولار) ليصل اجمالي حجمها الى 6ر9 مليار ريال في نهاية الشهر الماضي.ويرتبط الريال القطري بالدولار الامريكي منذ عام 1980 حيث ظل سعره ثابتا مقابل الدولار عند سعر وسطي يعادل 64ر3 ريال لا سيما بعد ان تم استخدام العملة الامريكية كمثبت مشترك لعملات دول مجلس التعاون في اطار خطط اصدار عملة خليجية موحدة بحلول عام 2010. ورفض المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) الربط بين خطوة دعم الريال القطري واستمرار تراجع الدولار امام اليورو والين موضحا انه ليست هناك علاقة مباشرة بين الامرين. وقال ان خطوة دعم الريال القطري لا تأتي بسبب تعرض الريال لضغوط جراء انخفاض الدولار امام بعض العملات خاصة اليورو والين ولكن لان الحكومة القطرية ارادت تدعيم احتياطيات مصرف قطر المركزي لاعتبارات عدة. واوضح ان ابرز هذه الاعتبارات ان هناك العديد من الجهات الدولية المتخصصة في تقييم اقتصاديات الدول مثل (موديز) و(ستاندرد أند بورز) تأخذ في اعتبارها اكثر من عامل لاعطاء نتائج اوالقيام بتقييم ايجابي لوضع الاقتصاد من بينها الاحتياطيات وهو ما يستوجب ابقاء مستويات هذه الاحتياطيات مرتفعة كلما كان ذلك ممكنا. واضاف المسؤول القطري ان الريال القطري كان واحدا من العملات القليلة جدا التي حافظت على ثبات سعر صرفها مقابل الدولار طيلة 23 عاما منذ ان تم ربطه بالعملة الامريكية حيث كان مصرف قطر المركزي ومن قبله مؤسسة النقد القطري جاهزين على الدوام لتحويل الريال الى عملات اجنبية عند الطلب. واضاف ان العوامل المساعدة الاخرى مثل عودة الكثير من الاموال القطرية المهاجرة في الآونة الاخيرة وتدفق الاستثمارات الاجنبية الى السوق المحلي ستعزز من مكانة الريال وثبات سعر صرفه وستقويه اكثر خلال الفترة المقبلة. وشدد المسؤول القطري على ان دعم سعر صرف الريال القطري بهذا المبلغ الكبير سيعزز التنويع في مجالات استثمار احتياطيات مصرف قطر المركزي حيث ان المصرف يستثمر في العادة احتياطياته من العملات الصعبة في قطاعات ومجالات مضمونة العائد والجدوى الاقتصادية. وقال ان هذه الخطوة سيكون لها تأثير ايجابي على قدرة قطر على الاقتراض من الاسواق الدولية نظرا لان مؤسسات التمويل الدولية والممولين الدوليين ينظرون إلى معدلات وحجم الاحتياطي للدولة اوالجهة المقترضة من العملات الصعبة عندما يرغبون في تقديم اي قرض.