قرأت زاوية نجوى هاشم (فضاء العصافير) وتناولت فيها معاناة نساء جدة من السمنة وامراض السكر والضغط واتجاه عدد كبير من النساء للمشي في بعض الشوارع والأرصفة, وعزوفهن عن الذهاب الى المراكز الرياضية رغم انتشارها بسبب غلاء اسعارها او عدم قدرة البعض على الانتظام للذهاب لها يوميا. ورياضة المشي هم مشترك ربما لمعظم نساء المملكة وفي مختلف المناطق, وهناك رغبة متزايدة لدى المرأة لممارسة رياضة المشيء خوفا على صحتها وحياتها وحفاظا على رشاقتها الا ان الأمكنة الصالحة لهذه الرياضة غير متوافرة للمرأة. فالمرأة تخاف المشي في الشوارع والأرصفة حتى لا يقرأ خبر نعيها في اليوم التالي او تصبح ذات اعاقة بسبب رعونة السائقين وتحرشهن بالنساء ورغم ان الدراسات والاحصائيات تؤكد ارتفاع نسبة النساء السعوديات المصابات بأمراض السمنة والضغط والسكر, الا ان صحة المرأة لا تمثل (هما وطنيا او بلديا), حتى تتجه الجهود لمساعدتها على التعامل مع هذه الأمراض الفتاكة فلا مراكز ترفيه او تثقيف اجتماعي وصحي حكومية منتشرة في الاحياء, ولا مراكز خاصة.. واغلبها اذا كانت موجودة يقرر رسوما مادية مرتفعة واذا اضفنا الى ذلك بعدها, وصعوبة المواصلات بالنسبة للفئة الاكبر من السعوديات فسنعرف ان هذه المراكز ربما انشئت للنخبة المترفة ماديا.
لا انكر ان نمط الحياة السعودية قد تغير الى نمط استهلاكي يعزز ظهور الامراض المذكورة سابقا اضافة الى امراض القلب والسرطان.. ولكن تمشيا مع الادعاء بالتطور الحضاري الكبير الذي خطته المملكة في شتى المجالات, الا المجال الذي يتعلق بأمور المرأة الاجتماعية والصحية, فهل هو خطأ ووزر المخططين لبرامج وخطط التنمية؟ هل هو انعكاس لمفهوم ووضع المرأة الحقيقي في المجتمع؟ هل هو خطأ وزارات الصحة والشئون والبلديات؟ هل هو خطأ اصحاب الاموال من الرجال والنساء في انشاء مراكز تسد احتياجات المرأة؟ اظن ان المسئولية مشتركة.. واذا كنا لا نريد للمرأة ان تتسكع في الاسواق, فينبغي ان يوفر لها البديل الثقافي والصحي والاجتماعي المناسب.؟