كنا في واد والعالم في واد، أشغلتنا أمورنا الداخلية من إرهاب وإفساد واكتشفنا بعد مدة أن العالم مشغول بلاعب كرة قدم إنجليزي اسمه ديفيد بيكهام، وهذا البيكهام ماركة إنجليزية مسجلة، فهو قائد فريق المانشستر، وقائد منتخب بلاده، سيرحل الآن عن وطنه وجمهوره بعد أن باعه ناديه لنادي ريال مدريد الأسباني بمبلغ زهيد قدره 155 مليون ريال فقط لا غير.
كرة القدم لعبة عالمية لها ضجيجها، والانجليز اخترعوا اللعبة وبرعوا فيها، وهاهو لاعب ماهر ينتقل الى ناد آخر من أجل المال بالطبع، والشهرة عبر أوروبا، فهز قلوب محبيه الكثر، وهو كان قد أحزنهم قبل ذلك بسنتين حين أصيب في قدمه وبدا من المستبعد أن يشارك المنتخب الأنجليزي، فدخلت البلاد بطولها وعرضها مناحة كبرى الى أن شفي .
لن أحسد بيكهام على الملايين ، لكني أريد أن اعرف السبب الذي جعل كرة القدم عندهم بسخاء وتملأ الدنيا وتشغل الناس؟ وما التركيبة السحرية التي يمكن أن تصنع من دوري كرة القدم لدينا صناعة ضخمة تدر الملايين وتوفر آلاف الوظائف للشباب وتطور صناعات مساندة أخرى كالترفيه والتشغيل والتنظيم؟
أتمنى بنهاية كل موسم في بلادنا أن ينشغل الوسط الرياضي في البحث عن سبل تطوير الموسم المقبل بدلا من شتم الحكام.
اننا بحاجة الى ان نبحث استراتيجيات تصنع مواسم ناجحة في المستقبل بدلا من كيل الاتهامات هنا وهناك، ان نعمل وفق خطط طويلة المدى بدل المحاولات المشتتة التي تبدأ باستخراج تأشيرات لاعبين أجانب مغمورين وتجربتهم وتنتهي بتأشيرات خروج نهائي بعدها بشهر، تماما كما نفعل عند استقدام الخادمات.