من الشكاوى الشائعة بين الطلاب الذين يقدمون لعيادات العلاج النفسي والتوجيه والارشاد ما يواجهونه اثناء الامتحان لعل من اصعب المواقف التي يواجهها الطالب هو ان يذهب الى الامتحان وعندما يفتح ورقة الاسئلة بجد ان التفاصيل التي قضى ساعات وساعات يحفظها ويعد لها قد تبخر اغلبها من ذهنه ومع تزايد القلق يتزايد عجزه عن تذكر ما يمكنه من النجاح او التفوق الذي كان يتوقعه لنفسه.
ما الخطأ الذي ارتكبه الطالب وادى به الى هذه الحالة؟
هل لانه كما قد يصف نفسه ضعيف الذاكرة؟ ولكنه لم يتعرض لاي حادث او اصابة في المخ اثرت بشكل مباشر على مراكز التذكر.
ام هل ان حالة من القلق والخوف تمتلكه اثناء الامتحان فوجد المعلومات تتبخر من الذهن؟ ولكن القلق تملكه عندما وجد نفسه عاجزا عن التذكر وليس قبل ذلك.
ام انه تعرض لعين حاسدة؟ حاسدة.. لاي شيء وهو حتى لم يصل بمعدله التراكمي للدرجة التي تضعه في طائفة المتفوقين؟
ام انه لم يذاكر؟ ولكنه يقسم لك انه لم ينم طوال الليل من كثرة المذاكرة والمراجعة.
اين الخطأ اذن؟ من المرجح ان طالبنا هذا ـ ومثله كثيرون من الطلاب الذين يفدون للعيادة النفسية او مراكز التوجيه والارشاد ـ لم يفهم جيدا العملية التعليمية لم يوفق في معرفة شروطها المرتبطة بتوظيف الذاكرة بفاعلية وتقوية امكانياتنا على التذكر الجيد. على انه يجب ان نشيرقبل الخوض في اساليب تقوية الذاكرة الى ان هذا الموضوع لا يوجد فيها سحر او شعوذة، ولا توجد في حدود علمي وصفات طبية او عقاقير نتحول بفضلها مابين يوم وليلة الى التمتع بذاكرة حديدية تقاوم النسيان ونتذكر بفضلها تفاصيل التفاصيل. نعم لا توجد لذلك وصفات طبية، ولو ان بعض المقويات والفيتامينات تساعد في المحافظة على لياقة صحية وبدنية تتحسن بفضلها وظائفنا الذهنية وغيرها.
لكن السبب الرئيسي يظل ـ مع ذلك ـ مرتبطا بفهم اساليب عمل جهاز التذكر ومعرفة القوانين التي تحكمه وقدراتنا على التحكم في سلوكنا حتى نحقق اقصى ما يمكن من فوائد الذاكرة القوية. ولهذا نوجه النظر لبعض الفنيات الهامة في العملية التعليمية التي تساعد على الاحتفاظ بذاكرة قوية من خلال مناقشتها وفق الشروط التالية والتي يمكن تناولها فيما بعد:
ـ شروط متعلقة بالموضوعات والمعلومات المطلوب تذكرها.
ـ الشروط البيئية ـ الاجتماعية الخارجية اثناء عملية التسجيل والتخزين.
ـ الشروط الخاصة بالشخصية.
...... حكيمة