DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

عبدالله المعيقل

البعض يمارس الهلوسة والبهلوانية اللفظية تحت مسمى الشعر

عبدالله المعيقل
عبدالله المعيقل
هي واحدة من أبرز المثقفات في منطقة الخليج العربي وصوت شعري دافئ اثبت حضوره على الساحة العربية بتفرده وحساسيته تجاه المجتمع والوطن. انها الشاعرة الدكتورة ثريا العريض التي أفرزت تجربتها الشعرية عدة دواوين منها (عبور القفار فرادى) (أين اتجاه الشجر) (امرأة دون اسم) تناولت فيها هموم المرأة والهم العربي عبر لغة تبدو بسيطة لكنها تتميز بعمقها الدلالي. نشرت د. ثريا العريض كما كبيرا من القصائد في الصحف والدوريات الخليجية والعربية وحظيت بدراسات نقدية جادة واختيرت قصائدها ضمن مختارات من شعر الخليج والعالم العربي ترجم بعضها الى الإنجليزية ضمن نصوص مختارة من الشعر العربي الحديث والشعر النسائي وشعراء الخليج استشهد د. عبدالله المعيقل بنصوصها في دراسته للشعر السعودي ونوه بتميز قصائدها الكاتب محمد العلي. التقينا بها حول علاقتها بالنقد وتطرقنا إلى رأيها في الإبداع الشعري الجديد.. @ هل استفادت د. ثريا العريض من النقد؟ وهل أعطتك الأقلام النقدية حقك كشاعرة لها تجربتها المتفردة في الوطن العربي؟ ـ يهمني النقد واستفيد منه, ولكنني لا أبدع والنقد في بالي، الوضع الطبيعي للإبداع أن يأتي سابقا للنقد لا لاحقا به ولو بصورة معنوية ومع ذلك فالمبدع يجديه ان يصغي لردود الفعل عند الملتقي بما في ذلك الناقد ليتحقق من وصوله اليه كما يقصد وليس بصورة مشوهة أو ملتبسة الرسالة , الوضع الغالب انه لا مبدع حقيقيا يشعر أنه حقق من تصفيق النقاد ما يكفيه , ولكني أقدر للنقاد الذين تناولوا شعري باهتمام صادق لأنني أنا شخصيا لم أبذل جهدا يذكر في التواصل معهم , بل لعلي أشعر بالجزع من التعامل مع النقاد لئلا يفترض أي منهم أنني أطارد اهتمامهم كما هي الحالة الطاغية في الساحة مع الأسف ولكني أتابع بسرور كل ما يقال اوما يكتب من دراسات حول قصائدي ودواويني .. وأحلم بالمزيد من الاهتمام الحقيقي بدراسة شعري أي ليس بناء على طلب مني طبعا يسعدني ان المهتمين يلاحظون ما أضيف في الساحة الثقافية والأدبية العربية وفي مقابلة مع قناة (إم بي سي). بعد أمسية شعرية قدمتها في لندن بدعوة من السفارة السعودية والجمعية السعودية للثقافة والفنون فاجأوني بشهادات عن شعري من عدد من النقاد منهم الدكتور عبدالله المعيقل والدكتور غازي القصيبي والشاعر محمد العلي ولعل تصريح الشاعر اليمني الكبير عبدالله البردوني رحمه الله انه يعتبرني امثل الموجة الثانية من التجديد في الشعر العربي الحديث بينما أشرعت نازك الملائكة الموجة الأولى .. هي أجمل شهادة لي جاءت من عالم خبير دون طلب مني. الالتفات النقدي الذي حصلت عليه والاشادات بشعري جاءت بصورة عفوية وهذا يسعدني وسيسعدني أكثر ان يدرس شعري مستقبلا بمزيد من التفحص العلمي. استعارة نقدية @ هل استطاع النقد ان يواكب الإبداع في مختلف تجلياته وتطوراته المستمرة؟ ـ لا اعتقد .. فمع انه ليس كل ما ينتثر في الساحة يصل الى مستوى الإبداع المتميز او مستوى التجلي لكن بعض الشعر يتميز ويترك تأثيرا هائلا لم لا نجد له صدى نقديا, قد يكون بعض هذا التحيز يرجع لعلاقات تعتمد النفعية وبعضه يرجع إلى عدم التفات المبدع لضرورة الوصول الى المتلقي قارئا وناقدا. بالإضافة الى ذلك في المرحلة الأخيرة انصرف الطامحون في لقب شاعر مميز الى ممارسة البهلوانية اللفظية وحتى الهلوسة كما انصرف النقاد الى التنظير التجريدي وليس التحليل التطبيقي الذي بات شبه مستحيل في تطرف بعض النصوص الحداثية وربما لقلة المتفرد من الشعر الحديث أجد عذرا للنقاد ان انصرفوا عن دراسة نماذج الشعر إلى ممارسة التحليل والتنظير العام. إن معظم النقد السائد مستعار من المدارس النقدية الغربية. وهي بالطبع غير مؤهلة للتعمق في أو التركيز على جماليات الشعر العربي المستقاة من تميز اللغة العربية والمتكئة على رموزه الخاصة وموروث شاسع من الخلفية التاريخية واللغوية بكل أبعادها النفسية. ولهذا أتمنى أن يتطور النقد عندنا ليعتز بخصوصيته قبل أن يؤكد انتماءه لتيارات من الخارج بدون ذلك لن نثبت خصوصيتنا شعراً وإبداعا ونقداً .. وأتمنى لو يأتي اليوم الذي لو يدرس النقاد شعري ليس من منطلق تطبيق آليات مستهلكة ومشتركة عليه بل رؤيته كشعر متجذر في انتمائي العربي روحا بنا ولغة هي أثرى اللغات السائدة. ليرونه كما يجب يمثل منعطفا وتوجها مختلفا عن السائد يصر على امتزاج مكوناته الخاصة جذوراً ولغة وانفعالا يمثل محتوى ذا كينونة خاصة سواء من ناحية المحتوى أو اللغة والأسلوب . إشكاليات الشعر @ كيف تتراءى لك تجربة الشباب السعودي في الشعر؟ هل استطاعوا أن يقدموا أدبا يعبر عن طبيعة المرحلة؟ وما تقييمك لنتاجاتهم الإبداعية! ـ اطلاعي على ما يدور في الساحة يقصر عن الشمولية التي تسمح بإلقاء الأحكام التعميمية يسعدني كثيرون بإهداء مؤلفاتهم، وما وصلني من الشعراء السعوديين قد يكون أفضل من غيرهم وكثير منهم يواكب متغيرات الساحة العربية وإن افتقد القدرة على الإتيان بجديد .. والبعض منهم تجربتهم المميزة خاصة في مجال قصيدة النثر حيث المتميز هو الندرة... غالبية الشعراء في بداياتهم يغلب عليهم تقليد أسلوب الناجحين وقلة فقط تنفذ من مستوى التقليد المجتر إلى مستوى التفرد بمحتوى أسلوب خاص بها. الندرة جداً هم المجددون وربما لا نمتلك من هذه عربيا إلا عدد أصابع اليد الواحدة أما الغالبية فعضوية التيار تكفيهم عن معاناة التطاول إلى موقع منفرد. @ هل يعبر الشعراء السعوديون الشباب عن طبيعة المرحلة؟ ـ بعضهم يفعل وبتفرد .. وأعني هنا الشعراء فعلا وهم قلة معدودة مقارنة بالكثرة المتشاعرة من الجنسين لدينا شعراء موهوبون حقيقة ولكنهم مثل غيرهم في الوطن العربي كادت تنقطع بهم الصلة عن الواقع وقضاياه في إطار الهم الوطني أو حتى القومي الآن التركيز على المعتاد الذاتي التمحور خارج إطار العمومي. حتى التعبير عن الواقع أو علاقات المجتمع والإنسانية يأتي بصورة ذاتية جداً ربما لأن الخطابيات التي نشأنا عليها لم توصلنا إلى السراب. @ ما رأيك في قصيدة النثر؟ وما موقفك منها؟ هل لنا أن نرصد أسماء معينة استرعت نظرك في المملكة أو العالم العربي؟ ـ ليس لدي موقف معاد لأي أسلوب إبداعي بعينه.. ما أنفر منه فقط هو افتعال الحالة الشعرية والنظم المتقصد. لا أستطيع إلا أن ألحظ المميزين ناثرين وشعراء عموديا وتفعيليا ولا أحبذ التساهل في تسمية أي كلام شعرا اعتماداً على رغبة من كتبه في حمل وسام شرف نقش عليه كلمة شاعر. هذا موقع لا نتأهل له فقط لأننا نرغب فيه بل يأتي موهبة فطرية. أما التعبير نثراً فيمكن أن يكون إبداعياً أيضا وأن يبلغ حد التميز ولا يحتاج لذلك إلى استعارة الانتماء إلى جنس الشعر. مشكلة قصيدة النثر ليس في تأكيد انتمائها إلى عالم الإبداع بل في الإصرار على تسميتها شعراً، رؤيتي أن الشعر يتلبس بالإيقاع وليس فقط الإيقاع المفتعل نظما بل الإيقاع النفسي الذي يستولد تواؤم النبرة المعبرة باللغة مع الحالة النفسية المعبر عنها.. ما يشدني في بعض ما يكتب هو الإيقاع النفسي الموحي.. وبعض من يكتبون قصيدة النثر يتميزون في ذلك ومع هذا يجب أن نفرق بين ما يجعلك تفكر و قد تنفعل إذا فهمت مثل شعر ويتمان وأدونيس والماغوط وبين ما يجعلك تتأزم بالانفعال النفسي بمؤثر غير مباشر مثل الصور اللغوية والنبرة الخاصة والإيقاع الخلفي الموحي بالحالة النفسية في شعر أليوت والسياب ومحمود درويش. تجربتي مع التعبير الإبداعي ممتدة منذ الطفولة نثراً وشعراً مموسقا ومازلت عند إحساسي العميق.. أحس الإيقاع العفوي ركيزة لايمكن افتعالها ولا الاستغناء عنها في تمييز الشعر. ولا أعني بذلك مجرد النظم الناتج عن تطبيق العروض والبحور الشعرية والوزن. فقد يأتي الكلام موزونا وخاليا من روح الشعر وصوره الفنية شخصيا أقصر أعلى درجات الشاعرية على ذاك الذي يرسم الانفعال بلغة متفردة تظل قادرة على التأثير في المتلقي بصورة مباشرة عفوية وغير مفتعلة.
عبدالله البردوني
أخبار متعلقة
 
درويش