اكد المستشرق الالماني وولفغانغ دريسين اهمية النشاطات الثقافية المشتركة للثقافتين والحضارتين المسيحية والاسلامية في تعزيز الحوار والتسامح والتفاهم بين المسيحيين والمسلمين.
وقال الخبير في الشؤون الاسلامية والعلوم الشرقية دريسين بمناسبة افتتاح معرض اكس اورينتي في مدينة اخن الالمانية الغربية والذي يستمر حتى نهاية شهر سبتمبر المقبل ان المعنى الكبير الذي يكمن في هذا المعرض يتمثل في التعاون والابداع الفكري والفني المشترك بين الحضارتين الاسلامية والمسيحية منذ العصور القديمة.
وحول آفاق التعاون المشترك بين الحضارتين اشار المستشرق دريسين الى الابداعات الفنية التي تبادلها كل من الخليفة هارون الرشيد وملك الفرنجة شارلمان الكبير خلال القرن الثامن بعد الميلاد واعتبر موجودات المعرض المشترك انجاز فنيا انيقا وجميلا ومن اروع الانجازات الخلاقة للقرن الثامن التي قال انها اسهمت الى حد بعيد في بلورة العلاقات المسيحية الاسلامية القديمة والتي لاتزال حتى الان منهلا لدفع عجلة الحوار والتعاون بين الحضارتين الى الامام.
ووصف دريسين هذا المعرض الثري بالانجازات الحضارية للعصور الوسطى والذي يتضمن 700 لوحة وقطعة من الانجازات الفنية بانه بناء جسور واتصالات بين الثقافتين الاسلامية والمسيحية لتطوير وتعزيز التعاون المستمر بين الجانبين واوضح ان المعرض يضم لوحات اقترضها المعرض من دول اسلامية عدة ومن بينها اليمن وايران وترجع غالبيتها الى العصور الوسطى.
واستعرض المستشرق الالماني العلاقات المتينة التي كانت تربط الملك شارلمان الكبير ببلاط الخليفة هارون الرشيد مبينا في الوقت نفسه ان تبادل الزيارات كان قويا وذلك بالرغم من المسافة الطويلة التي كان يقطعها رسل شارلمان الكبير من الفرسان والمرشدين والمترجمين الى المشرق العربي وخاصة الى بغداد في المعرض.
ومن المعروضات البارزة في المعرض هناك القرآن الكريم المنحوت في حجر البيرغامينت ولوحة فنية منحوتة في العاج تعود الى العصر الكاروليني وكذلك صورة منحوتة في العاج لسكرتير البابا غريغور وكذلك قصص من الف ليلة وليلة مكتوبة بخط اليد لمؤلفين سوريين اضافة الى لوحات تتضمن قصصا شرقية تناقلها الادباء انذاك على السنة الحيوانات بغرض التربية باسلوب غير مباشر.
كما يحتوي المعرض على ابواب من الخشب كانت توجد في قصر لهارون الرشيد في المدينة اليونانية اثينا ومن الرحالة الالمان القدماء الذين كانوا يترددون على المشرق في عام 797 بعد الميلاد او في عام 175 هجرية.