DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

أمريكا ..امبراطورية الشر المخطوفة

أمريكا ..امبراطورية الشر المخطوفة

أمريكا ..امبراطورية الشر المخطوفة
أخبار متعلقة
 
عنوان الكتاب وغلافه يقولان كثيرا مما جاء في المعلومات الغزيرة جدا التي ضمتها دفتاه. فوق العنوان الرئيسي وهو (امبراطورية الشر الجديدة) رسم ليد تمسك اصابعها بالكرة الارضية وحول رسغها يلتف العلم الامريكي. أما باطن اليد فعليه نجمة داود شعار اسرائيل. وفي اعلى الغلاف (الارهاب الدولي ضد الاسلام). المؤلف عبد الحي زلوم الاردني الفلسطيني الاصل الذي درس في الولايات المتحدة ووصف بانه تعايش مع المجتمع الامريكي قرابة نصف قرن يلخص ما يعتبره مشكلة العرب والمسلمين بل العالم مع الولايات المتحدة بقوله ان المشكلة لا تكمن بين المسلمين والمسيحيين واليهود بل تكمن في القلة الذين اختطفوا امريكا ويحاولون الان اختطاف العالم باسره من خلال عولمتهم. يضيف الكاتب بلهجة حادة تتكرر عند حديثه عن السياسات الامريكية الحالية: ما من شك في ان المسلمين لا مشكلة لديهم مع الخيرة من المسيحيين واليهود لكن مشكلتهم تكمن في الاشرار الذين أعلوا من شأن الرأسمالية ليجعلوها دينا لا أخلاقيا يتعارض بشكل جذري مع كل الاديان. يحفل الكتاب بصورة غير عادية بحشد هائل من المعلومات التي يوردها المؤلف منسوبة الى أصحابها ومصادرها. لكن الاستنتاجات.. على صحتها او عدم صحتها.. هي غالبا للمؤلف نفسه وهي حاضرة جاهزة دون عناء ويؤتى بالمعلومات الغزيرة دعما لها. ثم ان الكتاب يتحدث عن كل شيء من السياسة الى الاقتصاد والتاريخ والاجتماع والدين. وفي فصل عن الاسلام واساءة فهمه جهلا أو تعمدا في الولايات المتحدة خاصة بعد تفجيرات 11 سبتمبر ايلول 2001 في نيويورك وواشنطن قال زلوم ان على الامريكيين ان يتوقفوا عن قبول دور الجماهير الجاهلة التي تصنع لها آراءها كما يقول والتر ليبمان احد ابرز رموز النخبة في المؤسسة الخفية...هذه الجماهير الجاهلة ليست سوى ارقام بالنسبة لوول ستريت شارع المال في نيويورك يمكن تقليص حجمها اوزيادته او تعديله او التلاعب به. ويقول المؤلف عن هذه الجماهير ـ الامريكيون ـ يوضعون في صفوف كالماشية ليساقوا الى مسلخ الحرب من اجل قضية لا أخلاقية ولا انسانية. ولو علمت هذه الجماهير الجاهلة الاسباب الحقيقية وراء حروب وول ستريت لكان صفهم وصف المسلمين صفا واحدا. كما ينبغي ايضا على النخبة من المسلمين ان يتذكروا جيدا ان مالكي النظام الجديد لم يكن لهم ولن يكون لهم اصدقاء دائمون على الاطلاق بل ان لهم مصالح دائمة. في الكتاب الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في 432 صفحة تعريف بالمؤلف جاء فيه أنه تخرج في الهندسة وادارة الاعمال والادارة العليا من جامعات تكساس.. لويزيانا.. كاليفورنيا وهارفارد في الولايات المتحدة بعد انهاء دراسته الثانوية في القدس. وقد قيض الله له الفرصة ليتعايش مع المجتمع الامريكي قرابة نصف القرن الماضي والتي تقارب ربع عمر الجمهورية الامريكية. كما عمل زلوم مستشارا في معهد البترول الفرنسي الحكومي لمنطقة الشرق الاوسط وقضى فترات عديدة في اوروبا وساهم في مشروع تصاميم اول مشروع للتحطيم الهيدروجيني للبترول ومشتقاته في الولايات المتحدة وعمل مديرا لعمليات ذلك المشروع كما ساهم في تأسيس ثلاث شركات نفط وطنية عربية اثنتان منها من دول اوبك. توزعت محتويات الكتاب على 18 فصلا ومن العناوين الواضحة الدلالات في هذه الفصول مثلا احداث الحادي عشر من سبتمبر ـ خرافة السوبرمان مقابل الدولة الاعظم والنظام العالمي الجديد امبراطورية امريكية والسيطرة على النفط العالمي واسرائيل حقيقة امبريالية وازدهار اقتصاد الكذب والاستعمار الجديد في قناع العولمة وامريكا من حلم الى كابوس ـ اختطاف الجمهورية الامريكية وامريكا ..حصان المرابين العالميين الجدد واخفاق النظام الرأسمالي والاسلام والغرب ـ رأسمالية الغرب ـ سرطان الروح والدين الاسلامي ـ حقائق مقابل مغالطات. وبين المعلومات الغزيرة التي يحفل بها الكتاب الذي يعتبر سجلا توثيقيا مهما في مختلف المجالات يبرز الكاتب اقوالا لشخصيات امريكية كبرى. من ذلك مثلا اعراب الرئيس الامريكي توماس جفرسون عن خوفه من سرقة الحلم الامريكي وذلك في قول له سنة 1816 معبرا عن امله اننا سنتمكن من القضاء على ارستقراطية شركاتنا المالية ووأدها في مهدها. فقد تجرأت على تحدي حكومتنا في استعراض لقوتها واستخفافها بقوانين دولتنا. واورد المؤلف مثلا قولا للرئيس ابراهام لينكولن 1809 ـ 1865 جاء فيه انني أرى في المستقبل القريب ازمة تلوح في الافق وهي تقض مضجعي. لقد تربعت الشركات على عرش البلاد نتيجة الحرب الاهلية وسيتلو ذلك عصر من الفساد في المناصب العليا وستعمل قوى المال ما في وسعها لاطالة أمد ذلك العصر وسيادته وديمومته من خلال حرمان الاخرين حقوقهم حتى تتركز كل الثروات في ايدي قلة قليلة ولتؤول هذه الجمهورية الى الدمار. لكن كثرة المعلومات والسرعة في تكديسها قد يؤديان الى الخطأ والخطأ في الامور العامة والكبيرة ليس شأنا بسيطا. من الاخطاء بعض ما نجده في ترجمته لقصيدة رائعة لشاعر امريكي. قال المؤلف: لقد اختطف فعلا النظام الذي وضعه الاباء والاجداد والمؤسسون الامريكيون واعيدت صياغته بلغة نظام البارونات اللصوص...وقد عبر أحد الشعراء الامريكيين الذي فضل ان يظل مجهولا عن كيفية سرقة الحلم الامريكي. واورد زلوم نص القصيدة بالانجليزية تقابله ترجمتها الى العربية. ومع قبول بعض التغيير في المعنى مما قد تفرضه حاجات الترجمة احيانا فقد ورد فيها بعض ما يشكل هفوة ليست من هذا القبيل. يتحدث الشاعر عن حلم جاءه في احدى الليالي. جندي من جنود الثورة الامريكية يزوره في المنام ببندقيته القديمة ذات الزند الصواني ليسأله أين صارت الاهداف النبيلة التي قاتل من أجلها. وقف بجانب سريره بملابسه القذرة الممزقة وخلع قبعته المثلثة الاطراف وقال بصوت خفيض: خضنا الثورة لنحمي حريتنا وكتبنا دستورنا درعا تقينا الطغيان لنهب اجيالنا القادمة هذه الشرعية في ارض الحرية وموطن الشجعان... فلو تساءل عما تبقى من الحقوق التي قاتل من اجلها فماذا ترد لو...سألك من قبره هل مازالت هذه ارض الحرية وموطن الشجعان. من الاخطاء المهمة ما ورد في القول: لنهب اجيالنا القادمة هذه الشرعية في ارض الحرية وموطن الشجعان. اما المعنى الصحيح فهو: لنهب اجيالنا القادمة هذا الميراث. الكلمة الانجليزية هي (ليغاسي) التي جاءت ترجمتها العربية عنده (شرعية) وهذه هي ترجمة لكلمة (ليغاليتي) الانجليزية.