دخلنا العصر الذي تضغط فيه الزر في المنطقة العربية، فتأتيك أشهر جامعات العالم، حيث كنت، بطاقمها الأكاديمي، ومناهجها ومحاضراتها، ومكتباتها، ومختبراتها، و تعلمك المقرر الذي تشاء، وتخوض الامتحانات، وتنال الشهادة الجامعية التي تعترف بها المحافل العلمية، والهيئات المختصة.
ومع انطلاقة اجازة العام الدراسي، يجدر بأبنائنا الطلبة الاستفادة من الانتشار التقني الحديث، وتطور وسائل الاتصال التي طوت المسافات حول العالم، وبدأت عملية انتشار المعلومات، وتوسع سبل التعليم تزدهر، وتتحول إلى صناعة قائمة بحد ذاتها، لها حلولها ومزودوها وتقنياتها، وبدا ذلك جلياً مع الثورة التي شهدتها الإنترنت.
فزودت مواقع الإنترنت بمؤثرات تفاعلية، لا تقوم على أساس الصورة والنص المكتوب فحسب، وإنما تتجاوز ذلك إلى تقنيات الحوار المباشر، والنقل الحي أو المسجل للأحداث عبر إنترنت.
واكتملت عناصر سيناريو الفصل المكاني والزماني بين العناصر الأساسية للعملية التعليمية، وهي المعلم والمتعلم، ومكان التعلم.
فلم يعد الوجود في المكان نفسه شرطاً لالتقاء طرفي العملية التعليمية، وإنما أصبحت عملية التفاعل ممكنة من خلال جهاز الحاسوب وتوابعه من تجهيزات تتعلق بحلول نقل الصوت والصورة، وبرمجيات التواصل التفاعلي، وتخزين البيانات وأرشفتها. حتى إن عامل الزمن انتفى من هذه الحسبة، إذ لم يعد للزمان كتوقيت أهمية كبرى في حصول العملية التعليمية، حيث يمكن للمدرس أن يدخل حجرة مجهزة بوسائل الاتصال ويلقي محاضرته أمام عدسة كاميرا فيديو رقمية، وكأنه يخاطب بشراً عاديين من طلابه. وتنتقل بعد ذلك الصورة التي يتم حفظها على شكل ملف فيديو، ضمن شروط معينة في الجهاز المزود، والذي بدوره يقوم بأرشفتها وإعادة تهيئتها وفق طريقة خاصة، تخضع للبرمجيات التي تدير عملية التخزين والأرشفة في المزود. وتنتقل بالتالي هذه الملفات إلى الطلاب الموجودين في مكان ما حول العالم، ومتصلين عبر إنترنت بالجهاز المزود الذي يدير عملية إرسال المعلومة، وليس من الضروري أن يجمع بينها نفس الزمان أو المكان.
و يستقبل المزود استفسارات الطلبة وبعد توجيهها إلى الأساتذة المعنيين، ليقوموا بدورهم بالإجابة عنها.
وقطع التعليم الإلكتروني أو ما يسمى بالتعليم عن بعد، شوطاً بعيداً في السنوات الثلاث الأخيرة، نتيجة لانتشار الإنترنت بشكل شعبي، وتحوله في مجتمعاتنا من وسيلة رفاهية إلى أداة ضرورية في الحياة. وعلى الصعيد العالمي هناك توجه واسع نحو دعم مفهوم التعلم الالكتروني. وإذا عرفنا أن الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، واللتين تضمان آلاف الجامعات العريقة، وعشرات آلاف الكليات والمعاهد، تخطالانفاق على القهوة يفوق مايصرف على حماية أنظمة المعلومات
جــــرائم التكنولوجيا تهدد الشبكات العربيةطان لإنفاق حوالي 10 مليارات دولار، في مجال التعليم الالكتروني المباشر مع حلول العام 2004، عندها ندرك مدى أهمية هذه التقنية، ومدى حاجة بلادنا لها. كما يتوافر على الشبكة التعليم الإلكتروني و التدريب الإلكتروني، حيث أن التدريب الإلكتروني يقتصر على المؤسسات والشركات التي تدرب موظفيها، لترفع من كفاءتهم المهنية والعلمية، في مجالات عملهم، بينما التعليم الالكتروني يمد خدماته الى جميع المراحل التعليمية.
وتتوافر لدى الراغبين في استكشاف عالم التعليم الالكتروني فرصة خلال الاجازة الصيفية لتنمية المهارات التعليمية وزيادة التحصيل.