كثيرة هي الامنيات ، لكن أمنية الوصول بالابناء لافضل مستوى من التربية تبقى هي الامنية الاهم لدى جميع الامهات والآباء.. لكن ما مفهوم التربية المثلى؟ وما المقياس الذي يمكن ان نقيس عليه ونحكم من خلاله على مستوى ابنائنا وعلى مدى نجاحنا في تربيتهم.؟
ان التربية مفهوم عام يشمل الجوانب العقلية والاخلاقية والجسمية والنفسية والدينية. ولكي ينجح الوالدان في تربية الابناء التربية السليمة فعليهم اولا ان يقفوا عند طبيعة الابناء حسب المرحلة العمرية، التي يمرون بها وفهم احتياجاتهم وطريقة نموهم ورغباتهم ، بحيث نحسن التعامل معهم حسب العمر والموقف الذي هم فيه.
لقد وضع التربويون قاعدة اساسية في التربية تقول (إن التربية الجيدة تقوم على انشاء التوازن بين التشجيع على ابراز شخصية الابناء باعطائهم الحرية الكافية من ناحية وتدريبهم على التكيف مع المحيط والبيئة من ناحية اخرى) ان هذه القاعدة تعني ان للابناء حقوقا وامتيازات كما ان عليهم واجبات ومسؤوليات فهم بحاجة لمزيد من الحرية تبعا لاحتياجاتهم الطبيعية وقدراتهم النامية، لكن هذه الحرية يجب ان تكون لها حدود، وكلما نضج الابناء كان من المستطاع افهامهم الاسباب المعقولة الداعية للحد من الحرية والنتائج المترتبة من التعدي على حقوق الغير..
يجب علينا ان نضع قوانين وقواعد وحدودا للابناء منذ طفولتهم وان نشرح لهم انه اذا تعمدوا مخالفة تلك القوانين فاننا سنضطر لان نعاقبهم، كما يجب علينا ان نبحث بجدية عن الاسباب والدوافع الكامنة وراء السلوكيات الخاطئة كالملل والقلق النفسي والفراغ العاطفي حتى نهيء لهم اسباب الراحة النفسية وندفع عن طريقهم عوامل ارتكاب الخطأ.