DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
ramadan-2025
ramadan-2025
ramadan-2025

سوسن الشاعر

سوسن الشاعر

سوسن الشاعر
سوسن الشاعر
أخبار متعلقة
 
بداية الخلل عند الجماعات الاسلامية هي بدايته عن جميع الأحزاب الأخرى التي نخرت من الداخل دون أن تشعر كما هي عصا سليمان فما وعت إلا وقد انهارت القشرة الأخيرة التي بقيت صامدة مموهة على واقع الهشاشة الداخلي (الحزب الشيوعي، الحزب البعثي، الحزب النازي... الخ) فبغض النظر عن الفكرة التي تؤدلج ذلك الحزب فنحن نتحدث عن الاداء الحزبي الا ان بداية الخلل هي نفسها عندهم جميعا لم تتغير، حين تغلق الدائرة على اعضاء الحزب (الجماعة) ويتمترسون خلف حصونها ويزكون أنفسهم باعتبارهم الأكثر نقاوة والأكثر قدرة على حماية افكار الحزب، فأعضاء الحزب الشيوعي هم الاكثر ايمانا بالأفكار الشيوعية والأكثر قدرة على تطبيقها والأكثر قدرة على حمايتها وأعضاء الجماعات الاسلامية هم الأكثر تدينا والأكثر قدرة على حماية هذا الدين، بدأ الخلل من اقصاء الآخر واعتباره اقل منزلة حزبية وبالتالي اقل منزلة دينية ـ بالنسبة للجماعات الاسلامية ـ وكما الاحزاب الاخرى استعانت بهاجس المؤامرة كي تزيد الحصن مناعة وتحمي صغارها من التأثير عليهم ونزعهم من أحضانهم. رأينا تلك الحدة والعصبية تنتاب المنضمين الجدد اكثر من غيرهم، والخوف من الحوار ومن الاختلاف ومن النقد مما زادهم عزلة فكرية عن بقية أفراد المجتمع (في الوقت الذي استمر أداؤهم في عملهم الخيري والاجتماعي في تطور وتوسع نتيجة حسن التنظيم وحسن التمويل مما وسع دائرة المنضوين تحت مظلتهم) ونظرة الى دوافع البروستريكا ستجدها لا تختلف عن دوافع اي انتفاضات حزبية داخلية حاولت في الربع ساعة الأخيرة ان تنقذ ما يمكن انقاذه! وكما للبداية تبعات، فإن لمبدأ الانغلاق تبعات، ولمبدأ اقصاء الاخر تبعات، ولمبدأ تزكية النفس تبعات، فكان من الطبيعي وهذه المبادىء مقبولة، ان تتوالد الانغلاقات داخل الدوائر، فخرجت دائرة الجماعات التكفيرية من دائرة الاخوان، وخرجت السلفية الجهادية من الدائرة السلفية، وغدا سنرى دائرة اصغر من السلفية الجهادية تحتكر النقاء وتحتكر الاسلام! اذكر كم زكت امرأة الجمعيات (الاخوانية) نفسها في السبعينات اي في بداية انضوائها خليجيا لتلك الجماعات عن باقي نساء الجزيرة واعتبرت نفسها الاكثر تدينا بينهن، ثم اصبحت هي نفسها مجرد امرأة محتشمة وليست متدينة ولا محجبة بل متساهلة في ممارستها لدينها بالنسبة لاختها المنضوية تحت جماعة السلف في نهاية الثمانينات وذاقت مر الاقصاء كما اذاقته غيرها سابقا، وها هي اليوم الاخت السلفية ليست متدينة قياسا بأختها الجهادية عام 2003! (أنا هنا لا أتحدث عن الزي فقط انما مقاييس التدين بشكلها العام) وكذلك الحال بالنسبة للرجال، كم بودنا ان نملك جرأة أخذ الحق من انفسنا من اجل تصحيح وتقويم مسيرتنا دون المساس بأسسها التي قامت عليها، بدلا من أن يأتي من يقوض لنا حتى تلك الأسس!