ليس بالأمر العادي ان يعقد المنتدى الاقتصادي العالمي اجتماعه السنوي غير العادي في الأردن، وهو الذي لم يعقد مثيل له خارج مقره الا مرة واحدة في مدينة نيويورك في العام الماضي، مما يجعل الاردن في قلب الحدث الاقتصادي العالمي.
وبالتأكيد فإن عقد هذا الاجتماع هنا هو شهادة تقدير عالمية للمسيرة الاردنية الجديدة بعامة والاقتصادية منها بخاصة، والتي تسارعت وتيرتها خلال السنوات الاربع الماضية، بحيث طالت معظم الانظمة والتشريعات والقوانين المعيقة للحركة الاقتصادية، وللتفكير الخلاق، وللأداء المتميز، وللاندماج في الاقتصاد العالمي ولاستخدام الاقتصاد الرقمي، وللمساواة بين الجنسين باعتبار ذلك هدفا اقتصاديا بحد ذاته، فاتحة المجال امام المزيد من الشفافية والمساءلة.
وعليه، سيكون لهذا الاجتماع تداعياته الكبيرة على تفكير صناع الاقتصاد والاستثمار والسياسة والمال بخصوص هذه المنطقة ومستقبلها، أو على صعيد تسويق الأردن نفسه كإنسان ونموذج وقيادة، أو على صعيد حزمة المشاريع الاقتصادية الاردنية الدولية المشتركة التي سيتم الاعلان عن اقامتها، وغيرها.. والتي ستدفع جميعها نحو تحسين مؤشرات النمو .
الاقتصادي وبالتالي مستويات المعيشة خلال الفترة المقبلة.
وسيكون لهذا الاجتماع ايضا وقعه على الحركة الاردنية المتواصلة في التحديث والتطوير والتجديد، بنقلها من موقع التجريب والاختبار الى موقع النهج المستقر والمتصاعد، وعلى الثقافة الاقتصادية التي ما زالت تعاني إرثا قام على التلقي وردود الفعل، الى ثقافة الانجاز والمنافسة والتسويق والتخطيط الاستراتيجي والجودة الشاملة، وعلى العقليات الحاكمة من كونها مجرد رموز للبقاء والركود الى نماذج للابداع، وعلى المسارات الفكرية السائدة بنقلها من المحلية الى العالمية.