عقب هجمات سبتمبر الارهابية التي راح ضحيتها آلاف المدنيين الآمنين العزل تناول هذا الحيز الحاقدين على بلادنا ممن يريدون خلط الاوراق والصاق تهم يعززونها بالكذب والبتهان، ممن مدوا السنتهم لمواطنيهم من الامريكان لقلب الحقائق واخراجها عن منطقها، ومدوا رقابهم للتنظير في الاسلام واهله مع تلميحات تقطر خبثا عنا وعن بلادنا هذه، بقصد الحاق الاذى وتدبير المكائد. وسبق ان تناول هذا الحيز كاتبا يدعي خبرة في الشأن الاسلامي وهو فريد زكريا.. وهو بعيد عن ذلك الوصف، هو خبير في "مط" الحقائق لتجريدها من نسقها ورونقها.. لذلك لقيت مقالته التي عنوانها "لماذا يكرهوننا؟" كثيرا من الانتشار عند من أرادوا الصاق تهمة احداث سبتمبر بالاسلام دون تثبت.. وتناول هذا الحيز آنئذ احد المتربصين الاشداء الذي اسرع لمنح اللقاءات التليفزيونية للتنظير حول احداث سبتمبر بفكر يقطر كرها للاسلام كفكر وللمسلمين كبشر.. ذاك هو ريتشارد بيرل.. واختار بيرل الامتناع عن التعليق عن تقرير يشحن الصدور ضدنا نحن السعوديين، اذ يبدو ان تسريب التقرير اثبت تلبسه الجبان.
ريتشارد بيرل ومدرسته التي اصدرت تقريرها غير المبرر عن السعودية، امتهن حبك المؤامرات لكل من قد يعيق مسيرة "اسرائيل".. لهذا السبب هو يتربص: لخدمة "اسرائيل"، ففكره الاسود لم يخرج اليوم يقطر كيدا بل يعود الى حرب تحرير الكويت وجهد لزرع بذور التشتيت والتقسيم للعراق، فهو واتباعه في مجلس العلاقات اكثر المتحمسين لدك العراق وتقطيع اوصاله.. ويغذون اذهان النخب السياسية في واشنطن بتلك الفكرة.. ولم يهدأوا يوما عن بث الحاجة لضرب العراق رغبة في زلزلة المنطقة.. بما يعود بالمكاسب فقط على "اسرائيل".
واذا تجاوزنا الحديث عن ريتشارد بيرل الى احد العاملين معه "لنصح" وزارة الدفاع الامريكية سنجد لورين مارويك، الذي الف التقرير الذي سربت بعض ملامحه الاسبوع الماضي صحيفة واشنطن بوست.. سنجد ان الامر يتجاوز البحث والتحليل الى الحقد، ولاثبات ذلك يكفي التعرف الى عناوين آخر جهود مارويك البحثية، ومنها على سبيل المثال محاضرة بعنوان "الارهاب الاسلامي" واخرى بعنوان "عقل عدوي ـ حالة عملية عن الارهاب الاسلامي".
وبطبيعة الحال ليس من سبيل لصد امثال هؤلاء الا بمقارعة الحجة بالحجة، وبذل جهد حقيقي لمقارعة مساعيهم في جهد ليس للرد على اشخاصهم بل لاجهاض مساعيهم من تجريم لكل من يسعى للحوؤل بين "اسرائيل" وبسط نفوذها على المنطقة العربية. والامر يستحق منا اكثر من مجرد الامتعاض والتأفف.. بل ايجاد آلية تمزق المنطق المتربص تمزيقا منهجيا.. فاذا اخذنا التقرير الذي الفه لورين مارويك وعرضه على المجلس الاستشاري لسياسة الدفاع، فما الذي نفعله حياله وكل ما يقال ضدنا؟ أين الرد والتفنيد لجهود ضدنا تعاضدها الاموال والرجال يدفعهم الحقد والكراهية.. فهل نلوذ بالصمت؟!