يعتبر مرض الايدز من الأمراض الجنسية التي ظهرت مؤخرا حيث تم اكتشاف اول اصابة بهذا المرض في نيويورك بأمريكا عام 1980م. وقد كان اكتشافه في ذلك الوقت لغزا بالنسبة للأطباء إلا انه بعد ذلك تم اكتشاف اعداد كبيرة خاصة في أوساط الرجال المصابين بالشذوذ الجنسي، وسبب هذا المرض يعود الى فيروس يوجد لدي نوع خاص من القرود والتي تعيش في أواسط أفريقيا مثل الصومال ـ اوغندا ـ الكونجو حيث يعتقد ان انتقال الفيروس الى الانسان كان سببه خدشا او عضة من تلك القرود الى الانسان، وقد نقله بدوره الى أمريكا وأوروبا خاصة المدن الكبرى منها ومع انتشار هذا المرض الجنسي وجد هذا الفيروس في أوساط أخرى مما ساعد على انتشاره بسرعة حيث يكثر في أماكن البغاء وينتقل عن طريق الاتصال الجنسي ـ كما ان المرضى الذين بحاجة الي دم باستمرار يكونون ايضا عرضة للعدوى اذا لم يخضع الدم قبل ذلك الى كشف خاص لتجنب الاصابة، ولقد اطلق بعض العلماء على هذا المرض (مرض العصر) او الوباء الذي قد يفتك بملايين البشر ـ وتحدثنا الكتب الطبية ان مرض الكوليرا انتشر في روسيا عام 1848م وسبب لهم خسارة بشرية تزيد على المليون نسمة، ثم جاءت موجة الحمى الاسبانية في عام 1918، 1919م التي كانت ضحيتها فقد العالم عشرين مليون نسمة خسرت أمريكا وحدها بسبب هذه الحمى في تلك الآونة خمسمائة ألف نسمة.
أعراض المرض:
انتشر هذا المرض بسرعة كبيرة مما سبب ارتباكا كبيرا في الأوساط الطبية، فأعراضه لم تكن معروفة تماما لدى الطبيب، إلا ان الصورة بدأت تتضح مع الوقت ـ حيث ينتاب المريض في البداية الشعور بالتعب ـ الحرارة ـ الاسهال ـ العرق خاصة في الليل وكذا السعال الشديد "اليابس" ونقص في الوزن ومع مراجعة الطبيب واستخدام الأدوية لا يجد المريض تحسنا لهذه الأعراض والتي تعتبر في الحقيقة اعراضا عامة، ومع دخول الفيروس في الدم يهاجم هذا الفيروس الخلايا المساعدة في الجسم حيث تعتبر هذه الخلايا أهم خلايا الجسم لمهاجمة البكتيريا، وعندما تضعف هذه الخلايا بفعل الفيروسات المنتشرة تستطيع البكتيريا مهاجمة جسم الانسان دون أي دفاع وبذا يكون المصاب عرضة لكثير من العدوى دون أي مقاومة حتى يصل المرض الى الطور الأخير، كما لوحظ على مرضى الايدز الاصابة بسرطان معين يسمى "سرطان كبوسي" والذي يعتبر من السرطانات النادرة الحدوث ولم يعرف حتى الآن سبب انتشاره لدى هؤلاء المرضى.
وتقول الاحصائيات انه ليس هناك احد أصيب بمرض الايدز وشفي منه بل على العكس تماما لان مستشفيات أمريكا وأوروبا تسجل يوميا ضحايا هذا المرض، ونظرا لخطورة الموقف فان العلماء يعكفون حاليا على اكتشاف لقاح خاص لمرض الايدز، ورغم الصعوبات التي يواجهها العلماء في هذا الحقل بسبب امكانية هذا الفيروس على تغيير شكله مئات المرات مما يصعب السيطرة عليه فان البحوث الجارية تبشر على ان امكانية اكتشاف لقاح له ستيسر خلال السنوات القادمة ولكن هذا اللقاح لن يستفيد منه المرضى الذين أصيبوا بهذا المرض والذين قد يبلغ عددهم حسب التوقعات أعدادا من الملايين.
د. باقر حمزة العوامي
استاذ طب الأطفال
واستشاري أمراض الدم والسرطان