هل يمكن نسخ تجربة دولة ما في دول أخرى وتكون النتيجة مرضية والعملية ناجحة؟
قفز هذا السؤال إلى ذهني وأنا أتابع عددا من المسؤولين الكوريين يتحدثون في دبي، وعلى الفور تذكرت حديث بعض الأخوة العراقيين من المتفائلين كثيرا ، وهذا تعبير مهذب عن السذاجة حقيقة، ممن يتصورون أن الولايات المتحدة ستحول بلادهم إلى كوريا جنوبية جديدة!!
بالطبع يسعدنا أن تحقق واحدة من الدول العربية ، ويا ليت لو أكثر من واحدة،نجاحات مشابهة لتلك التي حققتها دول النمور الآسيوية ولكن نسخ التجارب لا يؤدي بالضرورة إلى النتائج نفسها، فغالبا ما تأتي النتائج ممسوخة وتضيع الجهود إذا لم يتم الأخذ في الاعتبار خصوصية كل بلد على حدة. في اليابان مثلا يدفعون العامل أو الموظف دفعا ليأخذ إجازة، وعندنا يترقب الموظف الإجازة ويتحايل بكافة السبل من اجل أن تطول قدر الامكان. في الثقافة الآسيوية ينتحر الموظف أو المسؤول إذا أخطأ أو فشل، وعندنا يتناسى الجميع أن على المسلم إذا عمل عملا أن يتقنه، وهذه من التعاليم الدينية التي يتجاهلها أغلبنا فنجد أن إتقان العمل والالتزام تجاهه مرهون بوجود من يقف فوق رأس الموظف ليؤدي ما عليه. في اعتقادي أن النجاح واثبات الذات والالتزام بتحقيق شيء للوطن هو ركن أساسي في أي إنجاز، وكم يسعدني أن أجد شبابا من هذا البلد يبذلون الجهد من اجل بلدهم بغض النظر عن الموقع، وهذه بداية صحيحة لتغيير التركيبة العربية من تركيبة اتكالية متهاونة سرعان ما يفتر حماسها إلى تركيبة ملتزمة تشعر بأن كل ما تقوم به وما لا تقوم به يترك أثره مباشرة على بلادهاففف إن تغيير العقلية شرط أساسي لأي نجاح فف والاهم من ذلك أن وجود الوعي يمكننا من إثبات الوجود في إطار الخصوصية بعيدا عن سياسة النسخ.
