صالح الشيحي من الاسماء الصحفية التي لا تغيب عن ذهن المسؤولين من الوزير وحتى الغفير ذلك لانه يدق بمطرقة كلماته على كل المكاتب متسائلا او مناشدا او معترضا وهو في كل ذلك صوت للمواطن من الدرجة الاولى من وجهة نظر قرائه ولكنه لغوي عند غيرهم ممن تطالهم مطرقة الشيحي. واعني باللغوي هنا ما نقصده في العامية عندما نقولها بفتح اللام الثانية وتسكين الغين اي: كثير اللغو طويل اللسان. ومن اخر ما كتبه الشيحي ما جاء عن مهرجان عنيزة السياحي كنموذج لبعض المدن التي لا تملك مقومات سياحية، ولكن هذا الامر (ذكر عنيزة) لم يمر بسلام فقد تعالت ضده الاحتجاجات وانصب عليه غضب اهالي عنيزة حتى عاد يشرح ويوضح ان المقصود ليس المدينة او اهلها ولكن ما ينطبق على عنيزة وغيرها من المدن التي لابد لنا ان نتساءل امامها عما تملكه من مقومات لنجرؤ ونقول: انها صالحة لاستقطاب الزوار من داخل البلاد او خارجها ونسمي اي برنامج صيفي (مهرجان سياحي) ولنضرب المثال بالدمام والخبر اللتين كانتا منذ زمن موطىء اقدام للزوار من داخل المملكة قبل ان يكون لديها مهرجان سياحة فهم يأتون الى البحر وليس لشيء اخر هو في النهاية مجرد تنظيم متواضع لبعض البرامج. امسية شعرية هنا واكبر صحن مغلق هناك وملاه حديدية موجودة طوال العام ولهذا يظهر ما بين حفل الافتتاح وحفل الاختتام برامج مكرورة في معظم المدن وعلينا اذا من باب الصدق ان نقول: برامج صيفية او (ابق معنا) او (قشم عندنا) ونبتعد تماما عن كلمة سياحة فهي غير ذات صلة بما يحدث من صنعنا او بما طبع الله به هذه البلاد من اجواء حارة رطبة صيفا على الخليج حارة جافة بـ (صاه لافح) في الوسطى. اذا ما الذي اغضب اهالي عنيزة سواء ممن يعيشون فيها او ممن ينتسبون اليها في الاصل ويعيشون في مدن اخرى ولا يزورونها الا مرة واحدة كل بضع سنوات. اعتقد ان ما اغضبهم هو ما يغضب اهالي الاحساء والرياض وشرورة ورفحاء, وهو ما سنناقشه يوم الاثنين القادم.